أكد عدد من الأدباء والمثقفين أن صدور الموافقة السامية على إقامة معرض جدة الدولي للكتاب جاءت بمثابة وسام لهذه المدينة الرائدة في كل حقول العلم والمعرفة، وعلى رأسها الثقافة والأدب، مشيرين إلى أنها خطوة مباركة أدخلت البهجة إلى قلوبهم ولكل المهتمين بالكتاب من داخل وخارج الوسط الثقافي، وأن من شأنها أن تعمل على تحريك المشهد الأدبي والثقافي في المنطقة وفي المملكة عموما. بداية قال الدكتور عبدالله عويقل السلمي:«لا شك أن إقامة المعرض والتفكير في اختيار جدة لهذا المشروع مطلب حتمي نتيجة للكثافة السكانية، ولأن منطقة مكةالمكرمة منجم فريد للعلم والمعرفة وهذا الأمر كان حاضرا لكن فقر الفعاليات التي تقام على هامش المعرض بمثابة رشات خفيفة استمطر أهل المنطقة زمنا ليهطل عليهم صيب المعرض من جديد». أما الدكتورة أميرة كشغري أستاذة الأدب الإنجليزي في كلية اللغات والترجمة، بجامعة الملك عبد العزيز فتقول:«بشرى حلوة وخبر جميل يستحق الاحتفاء، إن عودة معرض الكتاب لمدينة جدة هو عودة لأنفاس الحياة لمدينة تحتضن الثقافات المتعددة وتضم قامات من المثقفين والمبدعين وتزهو بحراك ثقافي كبير، فمدينة يربو سكانها على الأربعة ملايين نسمة تستحق أن يفرد لها معرض للكتاب يليق بتاريخها ومكوناتها الحضارية». وأضافت: «أتمنى ألا يكون المعرض نسخة لمعرض الرياض الدولي للكتاب بل يستفيد من تجارب معرض الرياض ويبدأ من حيث انتهى إليه، بحيث يبتعد عن التقليدية في أنشطته المصاحبة ولا يقتصر على بيع الكتب فقط، بل يكون حاضنة لصناعة الكتاب، بمعنى أن يكون حلقة وصل بين المشتغلين في صناعة الكتاب في مختلف وسائلها وتقنياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية وبعضهم البعض من جهة، وبين هؤلاء وصناع الثقافة من المبدعين والمثقفين والكتاب من جهة أخرى، كما أتطلع لأن تخصص أيام للناشرين للقاء الكتاب خاصة الشباب ممن لم تتح لهم فرصة النشر فذلك سيكون مؤشرا حقيقيا لمعرض كتاب دولي على غرار معرض فرانكفورت للكتاب وغيره من معارض الكتاب الدولية، كذلك أتطلع لأن يكون معرض جدة للكتاب منبرا لتبادل المعارف والحوار وورش العمل وحلقات النقاش التي يشارك فيها كبار الأدباء والكتاب والفنانين في مختلف المجالات المعرفية والعلمية». بدوره قال الشاعر أحمد قران:«الحقيقة كان معرض جدة الدولي للكتاب ذا أهمية للناشر العربي وللقارئ السعودي، حيث احتل هذا المعرض في السابق مكانة ثقافية مهمة في المشهد الثقافي محليا وعربيا، وكان يحضر معرض الكتاب بجدة المثقفون من جميع أنحاء المملكة؛ لأنه كان المعرض الدولي الأول، وقد اشتغلت فيه من أول دورة عام 94 حتى 2006 على مراحل متقطعة وعام 2006 كانت آخر دورة له ثم توقف فجأة بدون معرفة الأسباب». وأضاف:«حاولنا في نادي جدة الأدبي الثقافي عام 2007 أن ننظم المعرض تحت إشراف النادي، ووجدنا قبولا كبيرا من الناشرين العرب في كافة الدول العربية لكن الأمر توقف دون الحصول على تصريح، ودائما ما يتحدث معنا الناشرون العرب مطالبين بإعادة معرض جدة لما لهذه المدينة من خصوصية ثقافية وتراثية واجتماعية. وفي ذات السياق، قالت الشاعرة بديعة كشغري: «قفز قلبي فرحا وأنا أقرأ الخبر الجميل حول إقامة معرض الكتاب الدولي بجدة، أعتقد أن محافظة جدة بما تمتلك من إرث ثقافي وموقع جغرافي هام، مهيأة لاحتضان معرضها الدولي للكتاب، كما أن أهلها يشكلون كثافة سكانية ضخمة وتحتضن عدة مدن كبيرة ما يؤهلها لأن تكون بستانا للثقافة والفكر والمعرفة، وقد عرفت جدة منذ القدم بكثرة مثقفيها وأدبائها وبتنوع مشاربهم ومبادراتهم المسبوقة لتبني مشاريع ثقافية وأكاديمية وتراثية فنية». من جهتها، قالت الشاعرة زينب غاصب:«جميل أن يعود معرض الكتاب لمدينة جدة من جديد، فهي مدينة تعج بالمثقفين والمحبين للقراءة من عامة الناس، ومعظمهم لا يستطيع حضور معرض الرياض والتزود بشراء الكتب وحضور فعاليات المعرض ومن هنا تعالت الأصوات منذ زمن تطالب بعودته إلى جدة، فالقراء في هذه المدينة متعطشون لمثل هذا المعرض، أضف إلى ذلك أن جدة مدينة بحرية وسياحية، والزائر للمعرض سيحقق السياحة والثقافة معا وربما أداء مناسك العمرة ومن هنا سيكون المعرض ورقة رابحة لتحقيق سياحة دينية أيضا». إلى ذالك قال القاص فهد الخليوي:«جدة تستاهل هذا المعرض، فقد عاشت طوال تاريخها منبعا للفكر والثقافة والأدب بكل فنونه، مدينة ولادة للمبدعين فيها نشأ العواد وعزيز ضياء والسباعي وغيرهم من مبدعي الجيل الحالي الذين لا يشق لهم غبار في سموات الثقافة والأدب والحداثة، ولا شك أن عودة معرض جدة للكتاب سينعكس إيجابا على المشهد الثقافي في المنطقة ككل وسيثري الحركة السياحية في المنطقة ويدفع بها إلى الأمام».