المطار الأشهر لدى اليمنيين منذ انطلاقة «عاصفة الحزم»؛ لأن قوات التحالف أقرت أن يتم فيه تفتيش الطائرات القادمة «من وإلى اليمن». وشهدت الحركة الجوية في مطار بيشة منذ بداية عام 2015 تزايداً ملحوظاً في عدد الركاب والرحلات بلغ حتى الآن 315772 راكباً، عبر 2930 رحلة، بما فيها رحلات دولية تمر بالمطار، وهو ما يسجل تصاعداً إيجابياً مقارنة بالأعوام السابقة. ويستقبل المطار يومياً الطائرات التابعة للخطوط اليمنية وبعضاً من طائرات الشركات الأخرى المتجهة إلى اليمن، وهو ما جعل سكان المحافظة يستشعرون الحاجة إلى تطويره، ليصبح مطاراً إقليمياً دولياً؛ لأنه يخدم أكثر من مليون نسمة في محافظات شمال منطقة عسير وشرقها. وأكد محافظ بيشة محمد بن سبرة أن المطار من أهم المطارات في المملكة؛ «لأنه يتسم بأنه مطار مدني، ويمكن أن يكون عسكرياً لو استدعت الحاجة؛ لأهميته الإستراتيجية، ومن ثم فإن المطار يسهم في دعم القطاع التنموي في محافظة بيشةوالمحافظات المجاورة التي تستفيد منه». وقال إن ثمة متابعة من أمير منطقة عسير فيصل بن خالد لزيادة عدد الرحلات الداخلية؛ ليكون قادراً على أن يقدم الخدمة لخمس محافظات، هي بيشة، تثليث، بلقرن، رنية، النماص. وبيّن أن المطار يعمل الآن على استقبال الطائرات، المتجهة من وإلى اليمن، ضمن خطة قوات التحالف في «عاصفة الحزم»، لافتاً إلى أن الركاب اليمنيين يجدون الاهتمام الكبير من موظفي المطار، وهناك فريق صحي وأمني واجتماعي يقدم الأعمال الإنسانية المطلوبة، كما أن الرحلات الداخلية لم تتأثر، بل يتسم المطار بانسيابية عالية في العمل. من جانبه، قال مدير مطار بيشة علي الشهراني إن الفريق الميداني للمطار الطبي والأمني والخدمي والخدمات الأرضية يتعاملون مع الطائرات اليمنية والركاب بكل محبة وتقدير، ويتم اتخاذ إجراءات احترازية لتفتيش الطائرات، بحيث لا تستغرق وقتاً طويلاً، ويتم تقديم الوجبات والخدمات اللوجستية للمسافرين، في أجواء مملوءة بالحب والتقدير للشعب اليمني. وأضاف: «نعمل في فريق واحد، مع الطائرات اليمنية والمحلية، على حد سواء، بما يتوافق مع رؤية المملكة»، مشيراً إلى قدرة فريقه على القيام بمهماته في أكمل صورة. وحول المطالب بتطوير المطار ليستوعب رحلات دولية مباشرة، أفاد الشهراني بأنه جرت اجتماعات مع المعنيين أخيراً، ناقشت إمكان رفع مستوى مطار بيشة لاستقبال الرحلات الدولية قريباً، بعد رفع برنامج عمل تطويري مرحلي للمطار، يصنف في الفئة السابعة، ليشهد حركة يومية بواقع 10 رحلات قادمة ومغادرة. وأشار إلى أن هيئة الطيران المدني في صدد اعتماد برنامج للاستثمار في الأراضي التابعة لمطار بيشة، لدعم الجانب التنموي والقطاع السياحي والفندقي والتسوق بالمحافظة. بدوره، أكد المدير العام للمطارات الجنوبية فهد العدواني، خلال زيارته التفقدية لمطار بيشة أخيراً، واجتماعه مع المسؤولين، أن آلية العمل جارية لتطوير المطار وفق برنامج مرحلي لاستقبال الرحلات الدولية، وخلال الزيارة اطلع العدواني على الصالات والخدمات المساندة، وآلية العمل في استقبال الرحلات الدولية. مطالبات برحلات إضافية طالب مواطنون ومقيمون ورجال أعمال في محافظة بيشةوالمحافظات المجاورة لها، بزيادة عدد الرحلات الداخلية، ولاسيما من وإلى الرياض، وجدة، والمدينة المنورة، وتبوك، والدمام، وجازان، وبإيجاد رحلات دولية مباشرة في بيشة من وإلى القاهرة. وطالبت الجالية المصرية وعدد من رجال الأعمال المجلس المحلي في المحافظة بإضافة رحلات مصرية، مستندين على أرقام المسافرين من وإلى مصر، عبر مطار بيشة- جدة- القاهرة، وأكدوا أن الجالية المصرية في أربع محافظات شمال منطقة عسير يشكلون نسبة كبيرة من المسافرين عبر رحلة بيشة- جدة، للوصول من هناك إلى مصر. وأوضح المطالبون أن إيجاد رحلة مصرية مباشرة عبر مطار بيشة سيسهل في تحقيق تطلعات الجالية المصرية، ويخفف الضغط على الرحلات المحلية، بحسب ما أشار إليه عضو المجلس المحلي سعيد بن فرحة الغامدي. من جهته، أفاد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في بيشة سياف آل خشيل أن الغرفة عقدت مع مطار بيشة ورشة عمل؛ لرفع طلبات رجال أعمال، إضافة إلى الرحلات المحلية والدولية وافتتاح قسم الشحن الجوي؛ لخدمة أكثر من 4 محافظات، والعمل على إلى إيجاد آلية لتطوير المطار، تتوافق مع تطلعات أبناء بيشة. ميلاد «سلمان» في المطار رصدت «الحياة» أخيراً قصصاً عدة لمواطنين ومسافرين يمنيين في مطار بيشة، كانت من بينها حالة ولادة استقبلها مستشفى الملك عبدالله في بيشة لامرأة يمنية كانت على متن تلك الرحلات، ووجدت عناية فائقة حتى وضعت طفلها في مستشفى بيشة، وسمَّته «سلمان» تقديراً ومحبةً للملك سلمان بن عبدالعزيز. وروى جد الطفل «سلمان» التفاصيل ل«الحياة» قائلاً: «علقنا في مصر طوال شهرين، وكنا متجهين إلى القاهرة لعلاج زوجتي، وأراد الله أن تنطلق «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل». وبعد دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للدولة اليمنية لمساعدة العالقين في أنحاء العالم من اليمنيين؛ لتسهيل وصولهم إلى اليمن، كنا ضمن الطائرة اليمنية التي أقلعت من القاهرة إلى محافظة بيشة، ورغبنا في التوجه إلى صنعاء، إلا أن ابنتي كانت في الشهر التاسع وتشعر بآلام الولادة في الطائرة، فكانت ولادتها في بيشة». وأشاد بجهود الموظفين في مطار بيشة ورجال الأمن، ومدير مستشفى الملك عبدالله في بيشة معتق السرحاني، «الذين تعاملوا مع حالة ابنتي كما يتعاملون مع المواطن السعودي، وهو ما يؤكد أصالتهم وقيمهم النبيلة».