بكين - رويترز - تزاحم نحو 142 ألف مشتر محتمل وزائر فضولي لحضور أحدث معرض لمبيعات المنازل في الصين في بداية الأسبوع الجاري، ولم يلتفتوا إلى تحذيرات بانفجار وشيك لفقاعة الأسعار. ويقول كثر إن أسعار المنازل في العاصمة الصينية والمدن الأخرى ستواصل الارتفاع بالتأكيد، ربما بعد تراجع وجيز، من دون الالتفات إلى جهود الحكومة لتهدئة السوق. وقال المحلل في شركة «تشانغ جيانغ» للأوراق المالية، تشين شيونغ وهو يومئ إلى الجمهور الملتف حول مجسمات لمبان معروضة في مركز التجارة العالمي في بكين: «لا أحد ينصت إلى قادة الحكومة، إذ تسود هذه العقلية التي تؤمن بأن هذه السوق لا يمكن أن تمنى بخسارة». وكان رئيس اللجنة التنظيمية للمصارف الصينية ليو مينغ كانغ أوضح أن على المصارف المحلية أن تبذل مزيداً من الجهد لكبح جماح الإقراض المحفوف بالأخطار لشركات التنمية العقارية. وأفاد مصرف «رويال بنك أوف سكوتلند» في تقرير بأن متوسط أسعار بيع العقارات في 7 شركات كبرى للتنمية العقارية في البرّ الصيني، ارتفع من 8069 يواناً (1182 دولاراً) للمتر المربع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلى 10810 يوان في آذار (مارس) الماضي. وحققت أراض في وسط بكين أسعاراً قياسية، واشترتها شركات حكومية لا علاقة لأنشطتها الأساسية بقطاع العقار. ويتشارك المتفائلون والمتشائمون والمترددون عامة، في الاعتقاد بأن الحكومة المركزية تفتقر إما إلى الوسائل أو الرغبة في كبح نمو أسعار المنازل على نحو كبير. وبينما تحاول الحكومة الصينية تهدئة السوق، قد تصبح الافتراضات الواسعة عن عجزها مشكلة في حد ذاتها. ويعتقد أحد المهندسين «أن الأسعار ستواصل الصعود وأن الحكومة قادرة على التحرك إن أرادت، لكن هل تملك الشجاعة للقيام بذلك، خصوصاً أن أي إجراء من هذا النوع سيضر بالكثير من المصالح، من بينها الحكومات المحلية التي تحتاج إلى إيرادات الأراضي». وأضاف أنه يكسب نحو 70 ألف يوان سنوياً، أي ما يكفي لشراء نحو مترين مربعين من شقة جديدة في مكان ما بالقرب من وسط بكين. وتابع: «إذا واصلت الأسعار الارتفاع بهذه الوتيرة لن يتمكن السكان العاديون من تحمل شراء أي شيء، حتى أن الطبقة الوسطى ستتقلص، وهي ظاهرة خطيرة». وأفادت صحيفة «بكين يوث دايلي» بأن مبيعات المعرض بلغت نحو 2.9 بليون يوان، في تراجع عن العام الماضي حين بلغت 3.2 بليون يوان، كما أن أعداد الزائرين هي أقل هذا العام. وأوضح تشين أن تراجع أعداد الزوار يعود جزئياً إلى أن الكثير من العقارات يجري الإعلان عنها وبيعها عبر الانترنت. وأوضح انه جاء إلى المعرض على أمل إقناع المستثمرين بالشراء في أسواق المال لأنها «وسيلة مضمونة أكثر لجني الأرباح».