استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس - في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز - أعضاء الهيئة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني برئاسة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، ووزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ونواب رئيس اللقاء الدكتور عبدالله بن عمر نصيف والدكتور راشد الراجح الشريف والدكتور عبدالله بن صالح العبيد ونائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر والمشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي عقد في مدينة نجران خلال الفترة من 23 إلى 25 ربيع الثاني الحالي تحت عنوان (المجتمع والخدمات الصحية). وأعرب خادم الحرمين الشريفين في كلمة له عن شكره للجميع وقال: « شكراً يا إخوان... وأتمنى لكم التوفيق... وأحب أن أنقل لكم أن دعوة الحوار هذه ولله الحمد عمت كل بيت وكل مكان في السعودية وهذا شيء تشكرون عليه جميعاً أنتم والإخوان... وأتمنى لكم التوفيق وأرجو منكم المزيد والله يوفقكم لخدمة دينكم ووطنكم وشكراً لكم». ووضع الملك عبدالله حجر الأساس لمشروع مبنى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بحسب وكالة الأنباء السعودية، واستمع إلى شرح على مجسم للمشروع الذي يقع في مدينة الرياض على الطريق الدائري الشمالي وتبلغ مساحة الأرض الواقع عليها المشروع 11 ألف متراً مربعاً، وتبلغ مساحة مباني المشروع 63 ألف متراً مربعاً. وأوضح رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح الحصين في كلمة له أن الجهات الحكومية شاركت في هذا اللقاء كما شارك فيه 80 مشاركاً ومشاركة، وكذلك دعيت للقاء المؤسسات الخيرية التي تقدم خدمات صحية وعلى رأسها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، مشيراً إلى أن دعوة المؤسسات الخيرية تأتي استشرافاً لما سيكون لها من دور كبير في المستقبل. وتطرق الشيخ الحصين في كلمته إلى أن أحد المشاركين أشار إلى أن إحدى الدول الرأسمالية الكبيرة تقوم المؤسسات الخيرية فيها بتقديم ثلث الخدمات الصحية التي تقدم في البلاد، مفيداً أن عدد المؤسسات الخيرية لا يزال متواضعاً وليس في الخدمات الصحية بل في كل الخدمات الأخرى مع الأسف. وأضاف : «قبل سنتين في ندوة عن المؤسسات الخيرية شارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت، وأشار في مقارنة بين دور المؤسسات الخيرية في الدول المتقدمة وفي المملكة فذكر أن دولة أوروبية رأسمالية كبيرة عدد المؤسسات التطوعية فيها بمعدل مؤسسة واحدة لكل 150 ساكن. ولو طبقنا هذا المقياس بالنسبة للمملكة وأخذنا لكل عشرة آلاف ساكن مؤسسة خيرية لكان لدينا ثلاثة آلاف، ولو كان لكل خمسة آلاف ساكن مؤسسة تطوعية لكان عندنا ستة آلاف». وقال الشيخ صالح الحصين: «لا شك أن قصور الشعب السعودي عن أن يكون لكل خمسة آلاف ساكن من سكان المملكة مؤسسة تطوعية ظاهرة ينبغي أن يعنى رجال الفكر والرأي والمهتمون بالإصلاح لبحث أسبابها وعلاجها». وبيّن معاليه أن المشاركين والمشاركات في هذا اللقاء أيدوا رؤية المواطن واقتراحاته بالنسبة للخدمات الصحية، كما أن الجهات الحكومية أبدت رؤيتها في هذا الموضوع واتفق الجميع على ما يريده المواطن ويستحقه من خدمة صحية عالية المستوى. إلى ذلك، تشرف الشيخ صالح الحصين بتقديم نتاج اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري وما جرى فيه من نقاشات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ثم ألقت عميد أقسام العلوم والدراسات الطبية في جامعة الملك سعود الدكتورة أمل بنت جميل فطاني عبر الشبكة الصوتية كلمة قالت فيها: «إن الفرحة تغمر قلوبنا بالفخر والاعتزاز لهذا الشرف الكبير الذي حظينا بالمثول فيه بين يدي ملك الإنسانية، نمثل من حظاهن الله سبحانه وتعالى بنعمة إيصال صوت المجتمع وتفاعل القطاعات المعنية معه وذلك إلى ولاة الأمر ، من خلال منبر الحوار الوطني. وأوضحت أنه امتثالاً للدعوة الكريمة إلى فتح أبواب الحوار الوطني الهادف، انطلق مركز الملك عبدالله للحوار الوطني لتحقيق إيمانكم العميق بأهمية الحوار الهادف في تعزيز التفاهم والشفافية والتقارب الفكري بين المجتمع والمسؤولين. وأضافت : «خادم الحرمين الشريفين لقد شعرتم كما يشعر كل أب رحيم بأننا في أمس الحاجة إلى الحوار الإيجابي والتعاون المثمر بين القطاعات المختلفة للمحافظة على أغلى ما يملك الإنسان وهو صحته، فالنتائج المأمولة عن لقاء مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية كفيلة بتضييق هوة اختلاف الرأي حول جودة الخدمات الصحية، ووضع اليد على ما يتطلع إليه المجتمع، وتوفير أرضية خصبة للتوصل للحلول وأهمها الشراكة بين القطاعات الصحية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية، ليعود النفع للجميع وتضمن تذليل العقبات والتحديات، وتحقيق ما توجهون به دائماً من استمرارية ارتقاء الخدمات الصحية المقدمة لأفراد المجتمع، واستثماراً للدعم السخي الذي منحتموه للجميع كان لا بد من التصدي للتحدي من قبل كل من شارك في هذا الحوار، لإيجاد السبل الواقعية لتسخير الإمكانات الطبية والعلمية والتعليمية والتأهيلية والبحثية والتقنية الوطنية والعالمية كلها للنهوض بالخدمة الصحية، والوصول إلى مجتمع ينعم بالصحة والعافية والرفاهية تحت مظلة قيادتكم الرشيدة». وأضافت أن أبناءكم وبناتكم اتفقت آراؤهم تارة واختلفت تارة أخرى، ولكن من المؤكد أن الجميع كان يصبو إلى تحقيق ما تدعون إليه من ضرورة الأخذ في الحسبان المعايير الدولية التي تدعو إلى تمكين الكوادر الصحية المؤهلة بإمكانات مميزة، وتوجيهات وسياسات نزيهة وفاعلة، تستجيب للمستجدات الدولية والمتغيرات اليومية في المجالات الصحية المختلفة، وتركز على تطبيق نتائج الأبحاث والاكتشافات المحلية والعالمية، فوالدنا الكريم ملك الإنسانية قد وجه الجميع لتقديم أفضل رعاية صحية لكل مواطن ومواطنة ومقيم ومقيمة مهما كان مرضه وأينما كان موقعه وفي أقل وقت ممكن، خصوصاً أحوج الناس إلى هذه الرعاية وهم (المسنون والمسنات، والمصابون والمصابات بالأمراض المستعصية، وذوو الاحتياجات الخاصة كأطفال التوحد ومتلازمة داون والإعاقات الجسدية). وقالت: «نرى في القريب العاجل بقيادتكم الرشيدة رعاية صحية شاملة ومتطور بأيدٍ سعودية مؤهلة متسلحة بالأبحاث المتقدمة والإمكانات المميزة وقواعد بيانات مشتركة تسهم في تضافر عمل القطاعات المعنية كافة وتشرف على مراكز صحية أولية وصيدليات خارجية ومستشفيات متخصصة تشرف على صحة المواطن وتقدم له الرعاية الصحية المثلى والأمان الدوائي أينما وجد». وألقى الشيخ محمد بن صالح الدحيم كلمة قال فيها: «خادم الحرمين الشريفين «الإنسان السعودي والحوار الوطني» مركب حقيقي يعيشه الوطن وتتربى عليه الأجيال، حقيقة تمثل حجر الزاوية في كل مسارات التنمية؛ تشكلاتها وتحولاتها، السعودي مسؤولاً ومؤسسة وفرداً أشرب نفسه الحوار والمثاقفة واحترام الرأي، أي أننا في حال من الوعي تدعم توجهنا الحضاري ومسؤوليتنا الإسلامية والإنسانية وموقعنا العالمي، وأنتم يا خادم الحرمين من زرعتم بذرتها ودعمتم فكرتها. ولقد تحققت آمالك أيها الملك العادل، وأنبتت شجرتك أيها الأب الصالح، وها هم أبناؤك رواد في الحوار والمثاقفة يعطون الصورة المشرقة للوطن المعطاء حوار في الأسرة والعمل وحوار بين المسؤولين ومعهم وحوار في الإعلام والثقافة، حوار في المواطن والوطن وحوار مع كل أحد، المتفق والمختلف، القريب والبعيد، كل ذلك بمبادئ إسلامية وإنسانية وبقيم اجتماعية أصيلة فهنيئاً لك وهنيئاً لنا بك يا خادم الحرمين وسيبقى منبر الحوار كما رسمتم لكل من يحمل الهم باهتمام ليوصل صوته ويحاور فكرته ويحقق وجوده وينفع وطنه». بعد ذلك ألقى الدكتور هادي بن مهدي آل راكة كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين وقال فيها: «أقولها بصدق... قد علمتنا معنى الشفافية... وزرعت فينا ثقافة الحوار... خلال الأيام الثلاثة الماضية التي شاركنا فيها في اللقاء الثامن للحوار الفكري في منطقة نجران»، معبراً عن سروره بما شاهده من طرح راقٍ ومسؤول وشفافية عالية من أجل هدف مشترك وهو الرقي بمستوى الخدمات الصحية في مملكتنا الحبيبة، إذ تطرق الحوار إلى مواضيع عدة تهم صحة المواطن. وأشار إلى أنه من ضمن ملامح التطوير الصحي الواعد ما يقوم به مستشفى الملك فيصل التخصصي من خلال برنامج التعاون الصحي المشترك لنشر العيادات التخصصية الشاملة في مناطق المملكة، إذ تمت تغطية 8 مناطق بهذه الخدمة التخصصية حتى الآن وما قدمته وزارة الصحة خلال هذا اللقاء من شرح للخطة الوطنية الاستراتيجية الطموحة المتمثلة في «المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة» التي تراعي التوزيع الجغرافي لسهولة الحصول على الخدمة الصحية. إلى ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين في الرياض أمس الأمراء وكبار المسؤولين وجمعاً من المواطنين.