دخلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب وسط الرمادي التي يسيطر عليها «داعش» منذ آذار (مارس) الماضي. وأوضح الناطق باسم الجهاز صباح النعمان أن الهجوم: «انطلق من محاور عدة وبدأنا تطهير الأحياء السكنية التي تحاصرها قواتنا منذ أسابيع»، موضحاً أن «تطهير المدينة سيستغرق 72 ساعة، فقد وصلنا إلى حي البكر، ولم نواجه مقاومة شديدة، باستثناء القناصين والانتحاريين وهذا التكتيك كنا نتوقعه. على صعيد آخر، أكد الناطق باسم «التحالف الدولي» ستيف وارن موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على نشر وحدات أميركية بخاصة لقطع طرق امداد داعش بين العراق وسورية. إلى ذلك، قال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» ان «أحد أسباب تأخير تحرير الرمادي يعود الى عدم قطع امدادات داعش»، وأضاف ان «التنظيم يمتلك طريق امداد من شمال شرقي المدينة، ما مكنه من المقاومة وجر قوات الامن إلى معارك استنزاف»، موضحاً أن «عدم تحرير جزيرة الخالدية سيمكن التنظيم من مواصلة هجماته حتى بعد تحرير المدينة». وطالب عضو مجلس المحافظة راجع العيساوي «الجيش بالتقدم نحو جزيرة الخالدية، فتحرير هذه المنطقة سيكون هزيمة فادحة لداعش». وتقع جزيرة الخالدية شمال شرقي الرمادي وترتبط بها عبر طريق يمر ببلدات البو علوان والصوفية والسجارية والبوبالي، وكلها تحت سيطرة الاتنظيم، ويدافع عنها بشراسة. وخسر «داعش» عدداً من المدن التي يحتلها في العراق، وقال وزير الدفاع خالد العبيدي ان التنظيم سيطر في بداية هجومه على 40 في المئة من مساحة العراق الكلية، لكن بعد العمليات العسكرية بقي على مساحة 17 في المئة فقط. وشاركت قوات «الحشد الشعبي» التي شكلت من متطوعين شيعة في عمليات تحرير بيجي وتكريت ومدن ديالى، لكنها لم تتدخل في معركة الرمادي. وتعتبر استعادة هذه المدينة أكبر انتصار للقوات العراقية التي رفعت العلم الوطني في حيي الضباط والبكر وسط المدينة بعد تحريرهما أمس. وأكدت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش، خلال عملية الاقتحام، بسبب السيارات المفخخة التي واجهتها، خلال عملية الاقتحام. وأكد عبدالمجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» ان تحرير المدينة سيتم خلال ساعات، وأشار الى ان قوات الأمن تتقدم من دون مقاومة كبيرة باستثناء العبوات الناسفة والعربات المفخخة التي تركها عناصر التنظيم قبل الفرار». وأضاف أن «أوضاع السكان المحاصرين ما زالت مجهولة»، وأشار الى ان «الآلاف منهم لم يتمكنوا من مغادرة منزلهم خلال الأيام الماضية». وتضاربت الأنباء عن مشاركة قوات أميركية خاصة، مدعومة بمروحيات «أباتشي» في المعارك الدائرة في الرمادي، وقال شهود إن قصفاً عنيفاً طاول مباني يتحصن فيها عناصر «داعش». وقال وارن إن العبادي وافق على دخول نحو 200 عسكري أميركي من القوات الخاصة «لقطع طرق إمداد التنظيم بين سورية والعراق». وأضاف: «بالتأكيد نشجع القوات العراقية على مواصلة هجومها على المدينة، وسنقدم لها الدعم الذي تحتاجه، ونحن على ثقة تامة بأن الجيش سيحرر الرمادي، وفقاً لجدول زمني وضعه، على رغم أن القتال لم ينته بعد».