رغم أن تسعة أشهر فقط مرت على الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل، إلا أن ثمة مؤشرات إلى أن انتخابات مبكرة ليست مستبعدة، بل هناك من يتوقعها خلال العام المقبل. ويرى مراقبون أن سعي زعيم «ليكود»، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى إجراء انتخابات جديدة لزعامة الحزب بعد شهرين قد تكون، وإن لم يكن يقصد ذلك، الشرارة الأولى لمعركة انتخابية جديدة. وتعزَّزَ هذا التحليل مع الإعلان المفاجئ لرئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات أمس انضمامه لحزب «ليكود»، وهو ما فسره مراقبون إعلان نيات للتنافس على زعامة الحزب في المستقبل، خصوصاً في غياب منافسين من وزن ثقيل لنتانياهو. ويتوقع بركات، الذي دعم «ليكود» في الانتخابات الأخيرة، أن تساعده الشعبية التي يحظى بها من الإسرائيليين عموماً ومن أعضاء «ليكود»، على خلفية تطويره المدينة وتعزيز الاستيطان فيها، ومواقفه اليمينية المتشددة، في بلوغ قمة الحزب خلال فترة قصيرة. وقد يعجّل انضمام بركات الى الساحة الحزبية التحاق شخصيات أخرى بها من خارجها. وبين الأسماء المطروحة منذ فترة، رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي، أو رئيس هيئة أركان الجيش السابق غابي أشكنازي، والمتوقع في حال انضمامهما إلى حزب «المعسكر الصهيوني» الوسطي أن يتنافسا مع زعيم الحزب حالياً إسحق هرتسوغ على زعامة الحزب. كما تعزز توقعات تبكير الانتخابات حقيقة استناد الحكومة الحالية إلى 61 نائباً فقط في مقابل معارضة قوية من 59 نائباً، ورفض قاطع ونهائي كما يبدو من «المعسكر الصهيوني» الانضمام إلى الحكومة، وإعلان زعيم الحزب اليميني «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، أنه لن يدخل حكومة تحت زعامة نتانياهو. ويكرر ليبرمان الملقب بثعلب الساحة الحزبية، أن تجرى انتخابات مبكرة خريف العام المقبل، لقناعته باستحالة نجاح الحكومة ذات القاعدة البرلمانية الضيقة في اجتياز عقبات كثيرة تنتظرها. وقد يكون أبرز العقبات الحالية قرار لجنة وزارية منع المجمعات التجارية من فتح أبوابها أيام السبت تلبية لرغبة حزبيْ المتدينين المتزمتين «الحرديم». ويعارض هذه الخطوة زعيم حزب «كلنا» وزير المال موشيه كحلون، الذي نجح في منع البدء بخطوات تشريع قانون جديد يغلق التجمعات التجارية أيام السبت. إلى ذلك، من المفترض أن يكون وزير الداخلية القطب في «ليكود» سيلفان شالوم قدم استقالته من الكنيست والحكومة مساء أمس في أعقاب فضائح التحرش الجنسي المنسوبة إليه من 11 امرأة على الأقل، بينهن نائب في الكنيست. وقالت أوساط قضائية إن هذه الاستقالة لن تؤثر على تعليمات المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين للشرطة ب «فحص» الشبهات المنسوبة إليه ومحاولة التقاء إحدى المدعيات أو بعضهن ليتاح للشرطة فتح تحقيق جنائي رسمي. وتتوقع الساحة الحزبية أن يقوم نتانياهو بضم النائب تساحي هنغبي وزيراً جديداً عن «ليكود» في وقت يطالب زعيم حركة «شاس» أريه درعي بحقيبة الداخلية لنفسه. كما يتوقع أن يعيد نتانياهو الوزير السابق بيني بيغين إلى حكومته وزيراً آخر عن «ليكود» بعد شهرين من استقالة الوزير داني دانون ومباشرته مهماته سفيراً لإسرائيل في الأممالمتحدة.