شهد ريف حلب الجنوبي محاولة جديدة من عناصر النظام السوري وحلفائه لتوسيع نطاق سيطرتهم بعد التقدم الذي حققوه في هجومهم الواسع الذي بدأ قبل أسابيع، لكن معارضين سوريين قالوا إنهم صدّوا محاولة التقدم الجديدة أمس على رغم الغارات التي شنتها طائرات حربية يُعتقد أنها روسية. وجاء ذلك في وقت قُتلت تلميذات في قصف لتنظيم «داعش» استهدف مدرسة في حيّ خاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور (شرق). وأوردت «الدرر الشامية» أن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل عدة، أحبط الثلثاء «هجوماً عنيفاً لقوات الأسد والميليشيات الداعمة له» في ريف حلب الجنوبي. ونقلت «الدرر» عن «حركة أحرار الشام» المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح»، أن المعارضين صدّوا محاولة قام بها النظام وحلفاؤه من «الميليشيات الشيعية» للتقدم في اتجاه بلدة الزربة بالريف الجنوبي و «أوقعوا قتلى وجرحى» في صفوف المهاجمين. ولفتت إلى أن الطيران الروسي استهدف «بعد فشل الهجوم» بلدات وقرى الزربة وبانص وتلحدية ورسم الصهريج في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن المعارضين استعادوا السيطرة على «تلة البكارة الاستراتيجية وقرية بانص». أما المرصد السوري لحقوق الانسان فأشار، من جهته، إلى «تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات عدة على مناطق في بلدة الزربة وقرى تلحدية وبانص ورسم الصهريج بريف حلب الجنوبي، ولم ترد أنباء عن اصابات». وأضاف أن طائرات حربية أغارت أيضاً على مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي وبلدة مسكنة ومحيطها بريف حلب الشرقي، وهي مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى مقتل مواطن واحد على الأقل وعدد من الجرحى. وفي محافظة اللاذقية (شمال غربي سورية)، قال المرصد إنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 20 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد ومناطق أخرى بجبل التركمان، ما أدى إلى سقوط جرحى، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة والحزب الاسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محاور عدة بريف اللاذقية الشمالي». أما في محافظة إدلب المجاورة (شمال غربي البلاد)، فقد أشار المرصد إلى تنفيذ طائرات حربية غارات على بلدة بداما وقرية الناجية عند الحدود الادارية بين محافظتي إدلب واللاذقية، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنات على الأقل من عائلة واحدة وإصابة آخرين من العائلة ذاتها. كما تحدث عن قصف قوات النظام مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي. وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن الفصائل الاسلامية استهدفت مناطق سيطرة قوات النظام في الريف الشمالي الغربي، في حين نفّذت طائرة حربية يُعتقد أنها روسية غارة على بلدة قلعة المضيق بريف حماة الغربي. أما في محافظة حمص (وسط) فقد تحدث المرصد عن قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرية تيرمعلة بالريف الشمالي، بينما نفذت طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» ما لا يقل عن 4 غارات على مدينة الرستن بالريف الشمالي أيضاً، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم مواطنتان. وتابع أن اشتباكات دارت كذلك بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر من التنظيم. وفي شرق البلاد، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن تنظيم «داعش» أطلق صباح أمس «قذائف سقطت في ساحة مدرسة في حي هرابش بمدينة دير الزور، ما تسبب باستشهاد 9 طالبات وإصابة 15 أخريات بجروح متفاوتة». ونقلت الوكالة عن رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي إدانته قتل الطالبات، قائلاً «إن قذائف الإرهاب والفكر الإرهابي التكفيري التي تستهدف الطلبة في مدارسهم وجامعاتهم ... لن تثنينا عن مواصلة العملية التربوية والتعليمية»، مضيفاً أن الجيش السوري «سيفك الحصار عن هذه المدينة البطلة» التي يحاصرها «داعش» كلياً. وفي أنقرة (رويترز)، دان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الثلثاء هجوماً وقع مطلع الأسبوع على مدينة إدلب السورية يُعتقد أن الطائرات الحربية الروسية نفذته. وقال متحدثاً إلى أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان: «الأراضي السورية ليست ولن تكون جزءاً من الأهداف الروسية الإمبريالية».