حدد رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، مساء أمس، ملامح الحقبة الجديدة للشركة، التي قال إنها «ترتكز على المعرفة العلمية والثقافة التقنية، في إطار جماعي تكاملي، تحت مظلة «سابك» في جميع مواقعها حول العالم». وقال الأمير ابن ثنيان، في كلمته خلال افتتاح اجتماع «سابك» الفني التاسع، الذي انعقد في قاعة الهيئة الملكية للمؤتمرات في الواجهة البحرية في الجبيل: «إن رؤية «سابك» تتمثل في أن تصبح «الشركة العالمية الرائدة المُفضلة في مجال الكيماويات»، وحدد إستراتيجيتها «الطموحة» حتى العام 2020، والتي «تعتمد بشكل أساس على البحث العلمي والتطوير التقني، القائم على الإبداع في جميع الميادين التشغيلية والإنتاجية والتطويرية والإدارية، ما ينعكس بصورة مباشرة تطويراً وابتكاراً للمنتجات والتطبيقات التي توثق علاقات الشركة بمستهلكي منتجاتها، وتعينهم على تحسين الإنتاجية من الناحيتين الكمية والنوعية». وأقر بأن «تداعيات العولمة وتصاعد حدة المنافسة في عالم صناعي يموج بالتقلبات، يضعان الشركات أمام تحديات جسيمة، للفوز في مضمار المنافسة للشركات التي تملك التفوق التقني والقدرة على الإبداع والابتكار المتواصلين، والجمع بين الميزتين التنافسيتين المعروفتين: الجودة النوعية، مع خفض الكلفة الإنتاجية»، وشدد على أن اجتماعات الشركة في دوراتها السابقة «عنيت بذلك أبلغ درجات العناية». كما ثمن جهود اللجنة المنظمة للاجتماع، وحسن اختيار شعاره «تحفيز الإبداع»، الذي رأى أنه «يحمل قيمتين من قيم «سابك» المهنية الأربع، وهما «التحفيز» و«الإبداع». أما القيمتان الأخريان فهما «المشاركة» و«الإنجاز». وأكد نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتقنية رئيس اللجنة العليا المنظمة لاجتماع «سابك» الدكتور عبدالرحمن العبيد، أهمية الاجتماع في «تعزيز الابتكار الفني، وتنامي تبادل المعرفة والخبرات بين الشركات المحلية والعالمية، وتكريس العمل الإبداعي». وأوضح أن المؤتمر «يناقش 160 ورقة عمل وبحث، مقدمة من شركات «سابك» ومراكز أبحاثها في داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى 20 ورقة بحث تقدمها الجهات المشاركة في المعرض، وبحضور نحو 1500 مشارك». وأضاف العبيد، «تتناول هذه الأوراق مواضيع حيوية تشمل تطوير عمليات التصنيع وتأكيد الجودة والبحوث التحليلية في تجمع فني صناعي فريد يضم متحدثين عالميين ذوي خبرة في عالم الصناعة والإدارة والجودة المهنية والأبحاث العلمية». ولفت إلى هذا الحدث «يجسد مدى اهتمام «سابك» بالأبحاث، ويُشكل إضافة لما حققته من نتائج بنيلها عدداً من براءات الاختراعات، وسيعود ذلك على أداء الشركة، وعلى تطوير منتجاتها المقترن بخفض التكاليف». وذكر أن هذا الملتقى «يُبرز دور الشباب السعودي في المشاركة، وفي تقديم أوراق عمل علمية تنافس عالمياً، ما يؤكد دأب «سابك» على تنظيم هذا الملتقى، باعتباره رافداً لإطلاق القدرات الإبداعية التي تثري عملياتها الإنتاجية والتسويقية والتقنية. إذ تتبنى «سابك» الابتكار وتحفز أصحاب الملكات الإبداعية، مدركة أن ذلك هو السبيل إلى تنمية إسهاماتها الوطنية، وتحقيق طموحاتها الريادية بين كبريات الشركات العالمية». وتحدث في الجلسة الرئيسية الأولى من المؤتمر، نائب رئيس «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» لشؤون معاهد البحوث الأمير تركي بن سعود بن محمد، عن الإبداع، وكيفية تحفيز ورعاية الإبداع في المملكة، واستعرض أنواعه وهياكله، وأهميته في العمليات الإنتاجية، وتصاعد الإبداع في التعاملات الإلكترونية، موضحاً الفرق بينه وبين الابتكار. وقال إن «الإبداع هو المفتاح للتغير الحقيقي». فيما تحدث في الجلسة الثانية الدكتور باول سلوان، الخبير العالمي في الابتكار، الذي ألف 20 كتاباً عن الإبداع، تناول فيها أحدث الابتكارات في عالم الصناعة والإنتاج والإدارة. ووزع الأمير سعود بن ثنيان جوائز «سابك للإبداع»، معلناًَ فوز مشروعين إبداعيين في برنامج الشركة لتشجيع الإبداعات، الذي من خلاله يتم تقدير الأعمال الإبداعية التي تؤدي إلى زيادة في الإنتاج، وتحسين الربحية بعد تطبيقها لمدة عام، ويتم الترشيح لهذه الجوائز من طريق شركات «سابك» التابعة، وتمنح جوائز مادية للفائزين. وفازت في هذه الدورة شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا)، والشركة السعودية للحديد والصلب (حديد). وتم تكريم فرق عمل المشاريع الفائزة وشركاتهم.