هانغو (باكستان) - رويترز - قال مسؤولون باكستانيون إن قوات الجيش المدعومة بمقاتلات ومروحيات، هاجمت مواقع ل «طالبان باكستان» في منطقة أوراكزاي شمال غربي البلاد امس، ما أسفر عن مقتل 12 متشدداً. يأتي الهجوم بعد يوم من قصف مقاتلات لمعقل للمتشددين في منطقة خيبر المجاورة على الحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً طبقاً لمصادر المتشددين. وقال خايستا جول وهو مسؤول في الحكومة الإقليمية: «تم تدمير ثلاثة مخابئ لطالبان وقتل 12 متشدداً في أوراكزاي». ويذكر ان أوراكزاي وخيبر ضمن سبعة من المناطق القبلية التي يسكنها البشتون والتي تتمتع بحكم شبه ذاتي حيث يحارب المتشددون وحلفاؤهم من «القاعدة» كلاً من الحكومة الأفغانية والباكستانية. وكثفت قوات الأمن من الهجمات في شمال غربي البلاد على مدى العام الماضي، وأبعدت المتشددين بصورة كبيرة عن وادي سوات إلى الشمال الغربي من إسلام اباد ووزيرستان الجنوبية وباجور على الحدود مع أفغانستان. وتركز قوات الأمن حالياً على مناطق أخرى بخاصة أوراكزاي وخيبر اللتين فر إليهما المتشددون خلال الحملات الأمنية السابقة. وبدد النجاح الذي حققته قوات الأمن من مخاوف باحتمال أن تنزلق باكستان الى الفوضى بخاصة مع امتلاكها أسلحة نووية وكونها حليفة رئيسية للولايات المتحدة في جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. كذلك لاحت آمال في الحد من الصراع السياسي الذي ربما يزعزع الاستقرار في الأسبوع الماضي، عندما وافقت الجمعية الوطنية بالإجماع على مجموعة من الإصلاحات الدستورية للحد من سلطات الرئيس آصف علي زرداري الذي لا يحظى بشعبية. وانعكس التفاؤل على البورصة الباكستانية حيث وصل المؤشر الرئيسي لمستويات لم تشهدها البلاد منذ عام 2008 بفضل شراء الأجانب للأسهم. لكن المتشددين أظهروا أنهم ما زالوا قادرين على ضرب أهداف حيوية في مناطق تتمتع بحراسة مشددة. وهاجم متشددون القنصيلة الأميركية في مدينة بيشاور في شمال غربي البلاد يوم الأثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل خمسة بعد ساعات من تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 48 شخصاً خلال تجمع سياسي في منطقة مجاورة. وقال قائد للمتشددين السبت إن هناك مدنيين بين القتلى الذين سقطوا خلال هجمات على منطقة حدودية بين أوراكزاي وخيبر وعددهم 45 شخصاً، لكن مسؤولين عسكريين نفوا ذلك. وذكر مسؤول عسكري بارز أن مقاتلات أغارت على متشددين أثناء محاولتهم التسلل من خيبر إلى أوراكزاي لمهاجمة نقطة أمنية. ويمر عبر خيبر الطريق الرئيسي لإمدادات القوات الغربية التي يتم نقلها من ميناء كراتشي إلى أفغانستان التي لا تطل على أي منافذ. كما أن المتشددين يهاجمون القوافل هناك في شكل متكرر. وأوراكزاي معقل لحكيم الله محسود زعيم «طالبان باكستان» الذي يعتقد على نطاق واسع أنه قتل في هجوم صاروخي لطائرات أميركية بلا طيار في جنوب وزيرستان في كانون الثاني (يناير) الماضي.