تخلّى الطامحون للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة العام المقبل، عن قفازاتهم وتبادلوا اتهامات حادة في ما بينهم، وضد خصومهم الجمهوريين. وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي تتقدّم منافسيها بفارق ضخم في استطلاعات الرأي، اتهمت البليونير الجمهوري دونالد ترامب بأنه «أفضل مجنّد لدى داعش»، بسبب خطابه التحريضي ضد المسلمين، فيما هاجمها السيناتور اليساري بيرني ساندرز، اذ اعتبرها «متحمسة» في مسألة تغيير الأنظمة الشرق أوسطية، بعد تجربتَي ليبيا والعراق. وفي المناظرة ما قبل الأخيرة قبل التصويت في ولاية آيوا مطلع شباط (فبراير) المقبل، شنّ المرشحون الديموقراطيون الثلاثة، كلينتون وساندرز والحاكم السابق لميريلاند مارتن أومالي، هجوماً مركزاً على الحزب الجمهوري في قضايا الأمن القومي والتمييز ضد المسلمين واقتناء الأسلحة. وصوّرت كلينتون ترامب بعبعاً سياسياً، بعد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وقالت إن الأميركيين «في حاجة إلى التأكد من ألا تلقى الرسائل التي يوجّهها ترامب إلى العالم أجمع، آذاناً صاغية»، معتبرة أنه «بات أفضل مجنّد لدى داعش». ولفتت إلى أن الجهاديين «يبثّون مقاطع فيديو لترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين، من أجل تجنيد عدد أكبر من المتطرفين». وحذر أومالي من «خطر سياسي» يشكّله ترامب و «قادة عديمو الضمير يحاولون جعلنا نتواجه في ما بيننا». ورأى أن الولاياتالمتحدة ستنجح في مواجهة «داعش»، إذا لم يتخلّ مواطنوها عن قيمهم أمام «الدعوات الفاشية لأصحاب البلايين من ذوي الأفواه الكبيرة». كلينتون وساندرز اختلفا في شأن كيفية مواجهة التطرف، اذ دعت الوزيرة السابقة إلى فرض منطقة حظر جوي فوق جزء من سورية، مشددة على وجوب إخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة. وأضافت: «إذا لم تتولَّ الولاياتالمتحدة القيادة، لا قائد آخر، هناك فراغ». لكن ساندرز اعتبر أنها «متهوّرة في تبنّي تغيير الأنظمة»، من دون أن «تدرك عواقب ذلك»، محذراً من أن إطاحة الأسد «قد توجد فراغاً سياسياً آخر يفيد داعش». ورأى أن التنظيم «هو الأولوية الرئيسة الآن»، وزاد: «لا يمكن الولاياتالمتحدة أن تنجح في الوقت ذاته، بمحاربة الأسد وداعش». وذكّر برصيد كلينتون وزيرةً للخارجية، خلال التدخل في ليبيا، وكيف أن إطاحة العقيد معمر القذافي «ساعدت داعش». وردّت كلينتون متهمه إياه بالنفاق، إذ ذكّرته بأنه صوّت في مجلس الشيوخ مع قرار بالتدخل لإطاحة القذافي. واستحضر ساندرز تصويت كلينتون في مجلس الشيوخ عام 2002، لمصلحة تفويض الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش استخدام القوة العسكرية في العراق. لكن وزيرة الخارجية السابقة أصرّت على أنها لم تكن مستعدة لإرسال قوات برية أميركية إلى سورية والعراق، مشددة على أنها كانت تملك استراتيجية ل «محاربة داعش وهزيمته، من دون أن نتورط في حرب برية أخرى». كما تبنّت استراتيجية أوباما، قائلة: «إننا في الطريق الصحيح». أومالي ذكّر بفوضى أُشيعت بعد سقوط أنظمة شرق أوسطية، بما في ذلك ليبيا. وأضاف: «ربما نترك شهوة إسقاط النظام تتفوّق على الاعتبارات العملية بتحقيق الاستقرار في تلك المنطقة». وشهدت المناظرة لحظات ودية بين المرشحين، بينها اعتذار ساندرز لكلينتون بعدما سرقت حملته الانتخابية سجلات إلكترونية لحملتها، وتأكيد السيدة الأولى سابقاً أنها ستشرف على ديكور البيت الأبيض، لا زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، إذا بات «السيد الأول».