لم يكن وصول ديانا هولاند، وهي برتبة جنرال، إلى ترؤسّ «كليّة ويست بوينت» التي تدرّب قادة الجيش الأميركي، سوى حبّة إضافيّة في مسبحة طويلة من مظاهرة تواصل صعود المرأة الغربيّة في العام 2015. وغير بعيد عن ذلك، قرار الكونغرس السماح للنساء بالانضام إلى قوات «المارينز» التي كانت معقلاً ذكوريّاً يفاخر باستعصائه على المرأة. وفي العام 2015، للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل 8 قرون، عيّنت «جامعة أكسفورد» امرأة، هي لويز ريتشاردسون، على رأس إدارتها. وقبل انقضاء أيام السنة، اختارت مجلة «تايم» المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل لتكون شخصيّة العام 2015. ولم تترافق تلك الإنجازات مع ضجيج إعلامي ضخم، لأن المرأة في الدول الغربيّة وكثير من الدول الصاعدة، باتت تحتل المناصب الأولى في السياسة والثقافة والإدارة والاقتصاد عالميّاً، كرئاسة الجمهورية في البرازيل، وإدارة «البنك الدولي»، ووزارة الدفاع الفرنسيّة، إضافة إلى رئاسة التحرير في عدد من الصحف الغربيّة. ومع تكاثر المرشحات لرئاسة البيت الأبيض، من المتوقع أن يشهد العام المقبل إمساك النساء بمقاليد القوة الكبرى على الأرض. النساء وشبكات التواصل في عالم التكنولوجيا حيث التغيرات تحصل بسرعة البرق، جلبت السنوات القليلة الماضية تبدّلات جذريّة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. إذ ارتفع معدل عمر مستخدمي «فايسبوك» في شكل كبير بعدما انضمت اليه أعداد كببرة من متوسطي العمر ما أدى إلى نزوح جماعي من المراهقين والشباب نحو تطبيقات أمثال «سناب شات» Snapchat. في الوقت نفسه وطًدت شبكات أخرى ك»غوغل +» +Google مكانتها في شكل فاق توقّعات إداراتها، في ما أكملت شبكة» لينكدن» LinkedIn تركيز مكانتها كالأداة الرئيسية في عالم التوظيف وهي الآن تجهد لتثبيت ذاتها كأكبر مقدمي خدمات التطوير المهني بشرائها موقع «ليندا. كوم» Lynda.com للتعليم على الإنترنت. وبدا طبيعياً ظهور أسئلة عن وجود تباينات بين الجنسين في مسارات التقنيّة الرقميّة. ومثلاً، هل يختلف الرجال عن النساء في استخدامهم شبكات ال «سوشيال ميديا»؟ في حين شكّلت النساء الغالبية في وسائل الاتصال الاجتماعي في 2012، فإن الصورة اختلفت في 2015. إذ انخفضت الفجوة بين الجنسين في عدد من الشبكات الرئيسيّة لل «سوشيال ميديا». وتذكيراً، يستخدم 74 في المئة من جمهور الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي، وتكون النسبة عند النساء هي 76 في المئة، والرجال 72 في المئة، وهو ليس بالفارق الشاسع. في المقابل، أظهر مسح أجراه «مركز بيو للبحوث»، اختلاف النساء في تعاملهن مع ال «سوشيال ميديا» عن الرجال، خصوصاً في تفضيلهن استخدام «فايسبوك» في شكل متواصل. كذلك تميل النساء إلى تنويع حضورهن الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يفسّر حضورهن القوي في مواقع «تمبلر» tumblr، «بينتِرِست» Pinterest و»سناب شات» و«إنستاغرام» Instagram و«تويتر». أين «يختبئ» الرجال؟ في السياق، نشر موقع «براند ووتش» brandwatch المتخصّص في تحليل أنماط الاستخدام على مواقع التواصل الاجتماعي، أرقاماً تفيد بأنّ 22 في المئة من النساء ناشطات إفراديّاً على «تويتر»، مقارنة ب 15 في المئة للرجال. وفي ما يستخدم موقع «فايسبوك» 71 في المئة من الأفراد على الإنترنت، ترتفع تلك النسبة إلى 76 في المئة عند النساء، فيما هي 66 في المئة عند الرجال. ويفوق عدد المشاركات النسويّة نظيراتها عند الذكور بمقدار الضعف، وتتخذ النساء أصدقاء لهن على «فايسبوك» بنسبة لا تفوق الرجال إلا ب 8 في المئة. في المقابل، يميل الرجال إلى الإكثار من استعمال شبكة التواصل المهني «لينكدن»، وكذلك الحال بالنسبة إلى موقع «غوغل +»، وفق بيانات موقع «كويك سبراوتس» Quick sprouts. كذلك يفوق الرجال النساء حضوراً في المواقع التي تركّز على مواد الترفيه المرئيّة - المسموعة، ك «يوتيوب» و»رِدديت» Reddit. وهناك جانب مظلم لتلك الصورة الورديّة نسويّاً. إذ أورد مركز «بيو» أن قرابة 40 في المئة من مستخدمي الإنترنت تعرضوا للمضايقات، مع ارتفاع بارز في تعرض الشابات لتلك التهديدات. كذلك ترتفع معدلات التحرش والمضايقة الجنسية ضد الشابات مقارنة بمن هُنّ أكبر عمراً. إذ تتعرض الشابات للتحرش الجنسي شبكيّاً بنسبة 25 في المئة مقابل 10 للإناث الأكبر عمراً، كما تتعرض الشابات للمطاردة على ال «ويب» بنسبة تفوق ثلاثة أضعاف ما لدى الأكبر سنّاً. وبمقدار الضعفين، يفوق استخدام الإنترنت من قِبَل الأناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و24 عاماً، نظيراتهن في الأعمار بين 25 و29 عاماً.