كم هو جميل ذلك المنظر الذي يأخذ بالألباب والذي بدأ بالتكرار والظهور يوماً بعد يوم مع مطلع هذا العام الهجري 1431ه، أعني به منظر الحرم المكي، والكعبة الشريفة، والحَجَر والحِجر والمقام، والصفا والمروة، والذكريات العظام، إطلالة البيت، وذكريات البناء، ودعاء إمام التوحيد «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون». ذكريات تنزل القرآن نور الهدى ومشعل الهداية، وبواكير العِتاق الأُول من آيات القرآن، من حراء وجواره يتنزل أمين وحي الله جبريل – عليه السلام – على أمين الرِّسالة في الأرض محمد «اقرأ باسم ربك الذي خلق خلاق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم». استجمعت هذا المنظر، وأنا أُكَحِّل عيني وأمتع ناظري برؤية هذه المشاهد عبر قناة القرآن الكريم السعودية هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - لعموم المسلمين في أصقاع المعمورة، والتي أمر حفظه الله بإطلاقها من مكة مع قناة السُّنة من المدينة النبوية يتمتع فيها المسلمون بمشاهدة الحرمين والمُصلين فيهما آناء الليل وأطراف النهار. جاء أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية تسخيراً لوسائل الإعلام في خدمة الكتاب والسُّنة والدعوة الإسلامية، وإبراز الجهود المتعددة للمملكة في خدمة القرآن الكريم ابتداءً بمجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - لطباعة القرآن الكريم، ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، ومسابقة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم في الحرس الوطني، ومسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين، ومسابقة الأمير سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وغيرها. وتتميماً للفائدة وإكمالاً لهذا النفع العميم أضع بين يدي القائمين على قناة القرآن الكريم بعض المقترحات للنهوض بالقناة: استمرار بَثِّ القناة على مشاهد الحرم المكي الشريف لما له من الأثر على المُسلمين وغيرهم. تعميم بثِّ القناة على قارات العالم، والاحتساب في ذلك. الإفادة من تجارب القنوات الأخرى للقرآن الكريم. كتابة الآيات المقروءة لتسهيل المُتابعة، وإفادة المُتعلِّم. تقديم تلاوة بالقراءات الأخرى إضافة إلى قراءة رواية حفص عن عاصم. إظهار غريب الألفاظ القرآنية، والإفادة في ذلك من كتاب التفسير الميسّر لمجمع الملك فهد، أو لكتاب السِّراج في بيان غريب القرآن للدكتور: محمد بن عبدالعزيز الخضيري. إيجاد ترجمة فورية لمعاني القرآن الكريم في بعض المصاحف للغات الأشهر في العالم. تقديم برنامج المصحف المُعلِّم لما له من أثرٍ على كثير من الناشئة والعامة في تعليمهم قراءة القرآن الكريم وتجويده قراءة صحيحة. تقديم برنامج فتية القرآن أو القارئ الصغير تُقَدَّم فيه تلاوات بعض الناشئة المُبرزين على الهواء مباشرة، وفيه تشجيع لهم وتأثير على المشاهدين. إبراز قُرَّاء المملكة العربية السعودية من مناطقها ومُدنها المُختلفة، مع عدم إغفال قراء العالم الإسلامي. استغلال مواسم رمضان والإجازات لعمل مسابقات في القرآن الكريم برعاية القناة أو وزارة الإعلام، وتقديم الصورة المُشرقة لشباب هذه البلاد المباركة. تغطية الفعاليات والمؤتمرات والندوات والمسابقات الدولية والمحلية المتعلقة بالقرآن الكريم. الإفادة من المختصين في الدراسات القرآنية والإعلامية والجمعيات العلمية كالجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان). إبراز الهيكل البرنامجي للقناة في البَثِّ اليومي، فلا يجد المشاهد لها إعلاناً بذلك بحسب ما رأيت وتابعت. عمل موقعٍ للقناة عبر الشبكة العنكوتية على الإنترنت أسوة بالقنوات السعودية الأخرى، وفتح منتدى للتواصل والمقترحات لمتابعي القناة ومحبِّيها. هيئة التدريس في جامعة الإمام