أكتب مقالي قبل انتهاء جلسة الاستئناف للجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم، التي واصلت سماع النغمات النشاز للمرة الثانية على التوالي بعد مداولات الجلسة الأولى وبعد استئناف استثنائي. لا أعلم أين اتجه ملف قضية «غلف غيت»، وليس مهماً عندي وعند الكثير من أبناء الخليج مصير هذا الملف، لأن استمرار المرافعات أو توقفها لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، وخروج المجتمعين عن النص أو استدلال باب الحقيقة المغيبة لا يغير من الأمر شيئاً أيضاً، فكل المواويل على جسر المسيب خارجة عن المقامات المرسومة بخطى حضارية، لأن قادة الأوركسترا الثنائي اتفقا على العزف المنفرد للعبة الكواليس. لوبي قطري إماراتي أوقف مسار الملف قبل مغادرته للاتحاد الدولي بحجج واهية، وحجباً لفضيحة «غلف غيت» ودرءاً للمفاسد. البحرين وقفت في جانب الشاطئ الخليجي كمتفرج بحجة الضيافة وعدم الرغبة في قول الحقيقة، وممثلا الكويت وعمان التزما الصمت مرددين اليامال الخليجي الشهير «ليس لنا في العير ولا في النفير»، وبقي الصوت السعودي وحيداً. منذ عرفنا الرياضة والنتائج تتحول لمصلحة الفريق الزائر إذا تعرض لأي أذى، والاتحادات الدولية ومن ضمنها الاتحاد الدولي لكرة القدم تكرس مفهوم حماية اللاعبين والحكام والأجهزة الفنية والإدارية، بل وتتخذ أشد العقوبات إذا كان الوضع يثير قلق أو مخاوف الفريق الزائر. أعرف ان اللوبي سيميل كل الميل ولن يحصل نادي النصر على حقه المشروع، وأعرف ان علاقات المصالح مبنية على النوايا «المفضوحة»، ولذا فليس مهماً أن انتظر نتائج اجتماع قرارات مطبوخة ومحسومة لمصلحة اللوبي وضد الكرة السعودية في ظل سلبية أطراف كنا نعتقد انهم أشقاء فظهروا أخوة أعداء على طريقة الأخوة كرموز. قبل إدانة الأطراف التي تقذف بالقيم واللوائح والأنظمة وتدوس عليها بعقلياتها الفارغة، يجب أن نلوم ممثل الاتحاد السعودي فيصل العبد الهادي على موافقته على جلسة الاستئناف المحبوكة ونلوم نادي النصر الذي راهن على اللوائح الصريحة والواضحة، ونسي أن العرب يتبادلون شرب كأس مرارة الضرب تحت الحزام. جلسة الاستئناف مشهد كئيب سبق أن عرضته مواقف كثيرة ضد الرياضة السعودية ولا نتوقع أسوأ من «قتل القتيل والمشي في جنازته». [email protected]