اختارت المعارضة السورية التي استضافتها السعودية الخميس الماضي، رئيس الوزراء السابق رياض حجاب ليكون منسقاً لفريق من المتوقع أن يقود محادثات السلام في شأن مستقبل سورية. وحصل حجاب الذي انشق عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2012 بغالبية 24 صوتاً من أصل 34 هم أعضاء الفريق. والتي ضمت ممثلين ل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» و«هيئة التنسيق» والفصائل العسكرية على الأرض، بالإضافة إلى معارضين مستقلين. وخلص المشاركون في الاجتماع إلى وثيقة سياسية تحدد أسس التفاوض مع نظام الأسد، والذي يفترض أن تكون أولى جلساته في كانون الثاني (يناير) المقبل. وكان حجاب أمضى شهرين وزيراً للزراعة عندما عيّنه الاسد عام 2012 رئيساَ للوزراء، لكنه قرر الانشقاق بعد استخدام النظام العنف ضد المحتجين، فيما شكلت عملية الانشقاق الارفع مستوى لمسؤول سوري منذ بدء الازمة. وقال الناطق باسم حجاب، محمد عطري، ان الاول لجأ إلى الأردن وأعلن من هناك انضمامه إلى الثورة السورية، مضيفاً ان «عملية فرار حجاب إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن 10 أسر رافقته بينها أسر أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة». وأفاد عطري إن عملية إخراج حجاب من سورية كانت معقدة، إلا أنها تمت بهدوء ومن دون أي مشاكل، مشدداً على أن حجاب «سينضم لصفوف الثورة السورية وسيكون جزءاً منها». وأعلن التلفزيون السوري أنه تمت إقالة حجاب من مهامه رئيساً للوزراء، وأنه تم تكليف المهندس عمر غلاونجي الذي كان نائباً لرئيس الوزراء بتسيير أعمال الحكومة موقتاً. وولد حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرق سورية، والتحق بحزب «البعث» وشغل فيه منصب أمين فرع دير الزور بين العامين 2004 و2008. وشغل منصب محافظ القنيطرة من العام 2008 حتى 2011، ثم منصب محافظ اللاذقية. وعين وزيراً للزراعة في الحكومة التي شكلها عادل سفر في نيسان (ابريل) 2011. وأُعلن عن انشقاقه وخروجه إلى الأردن برفقة عدد من أفراد عائلته في 6 آب (اغسطس) 2012. ولاحقا، أكدت شخصيات في المعارضة السورية انشقاق حجاب مع ثلاثة ضباط كبار، ليشكل ذلك ضربة كبيرة لنظام كان يسعى إلى إظهار التماسك والسيطرة على مقاليد الأمور.