أصدر وزراء صحة دول مجلس التعاون الخليجي واليمن أمس سلسلة قرارات للوقاية من انفلونزا الخنازير والتأهب لمواجهة أي طارئ، في اجتماع عُقد بمبادرة قطرية وترأسه وزير الصحة اليمني الدكتور عبدالكريم راصع رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة. وقرر الوزراء «تنشيط وتفعيل خطط الجهوزية والاستعداد لوباء أنفلونزا الخنازير والاستمرار في تفعيل نظم الإنذار المبكر والترصد الوبائي لهذا المرض وتحديث الخطط الوطنية في ضوء المستجدات الواردة من الدول المتأثرة». وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية إن من أبرز القرارات ضرورة توخي الحيطة والحذر بالنسبة إلى المسافرين في شأن السفر إلى مناطق انتشر فيها فيروس الخنازير. وأعلن أنه لم يكن هناك اتفاق في الاجتماع على تعليق طيران شركات الطيران الخليجية الى دول أصابها المرض، خصوصاً مع وجود خطة احترازية. وأضاف أن القرار الثاني المهم يكمن في تشكيل لجنة صحية دائمة للطوارئ في دول المجلس للقيام بعمليات التنسيق. من جهته، نوه وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في حديث إلى «الحياة» بنتائج اجتماع الدوحة، ووصفه بأنه «مهم جداً خصوصاً في هذا الوقت الحرج الذي يواجه العالم فيه مخاطر انفلونزا الخنازير». وفيما رأى أن «دعوة قطر إلى الاجتماع جاءت في وقتها»، قال إن الاجتماع كان «منظماً وعلمياً وعملياً، إذ وُضعت توصيات تنعكس لمصلحة دول مجلس التعاون». وسألته «الحياة» عن الاجراءات التي اتخذتها بلاده فقال إن «السعودية من أوائل الدول التي تحركت عندما صدرت بيانات من منظمة الصحة العالمية. وشُكل فريق عمل وطوارئ يعمل على مدار الساعة. كما وُضعت أنظمة وخطط استراتيجية لتصدي للوباء، ووضع أيضاً دليل ارشادي وزع على المديريات والمراكز الصحية». وقال الوزير إن السعودية اشترت مخزوناً دوائياً استراتيجياً والمحاليل لكشف الفيروس ونظمت المختبرات، وضعت أنظمة على منافذ البلاد ومداخلها للكشف المبكر». وأضاف: «نأمل من كل هذه الأنظمة والاستراتيجيات التي تم أخذها من معايير منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأوبئة الأميركية أن تكون إن شاء الله مساعداً أساسياً لحماية من يسكن على أرض السعودية وحماية القادمين اليها بكشفهم إذا دعت الحال الى ذلك». وأكد وزير الصحة القطري الجديد عبدالله القحطاني «خلو البلاد تماماً من هذا الوباء»، لافتاً الى أن دعوة قطر للاجتماع الطارئ جاءت في اطار الحرص الشديد على تبادل الرأي والمشورة والخبرة بين الأشقاء والاختصاصيين. وأكد بيان وزراء الصحة الاستمرار في متابعة التطورات الوبائية العالمية لمرض أنفلونزا الخنازير، وتقويم الوضع المحلي ونشر المعلومات الخاصة بخطر الوباء قبل حدوثه. كما شددوا على أهمية تبادل المعلومات والخبرات بين وزارات الصحة في دول مجلس التعاون واليمن، وتعيين ضابط اتصال من كل دولة كلجنة دائمة ليكونوا حلقة الاتصال المباشر. وتعهد وزراء الصحة الخليجيون الإبلاغ المبكر والفوري عن أي حالات اشتباه بوجود المرض في أي دولة عضو لبقية الدول الأعضاء وذلك عن طريق ضابط الاتصال والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون. وفي خطوة تنسيقية مهمة، قررت دول مجلس التعاون من خلال وزراء الصحة «وضع الإمكانات الفنية والبشرية المتاحة في كل دولة عضو تحت تصرف دول المجلس عند الحاجة إليها». كما أكدت الدول الست واليمن «الالتزام بتكامل الجهود بين دول مجلس التعاون لمواجهة المرض في حال ظهوره».