أعلنت السلطات التونسية رفع حال التأهب الأمني في البلاد بهدف التصدي لمحاولات تنفيذ هجمات مسلحة، وذلك بمناسبة الأعياد المقبلة. وقال وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي إنه «قرر رفع درجة التأهب الأمني على كامل تراب الجمهورية بداية من منتصف ليل 22 الجاري، تحسباً لأي تهديدات إرهابية». واعتبر الغرسلي أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة، مصرحاً بأنه «يوجد تحسن واضح في الأداء الأمني وبنسق تصاعدي»، لكنه لفت إلى «إصرار كبير لدى إرهابيين موجودين في ليبيا لإلحاق الأذى بالبلاد». وفجر انتحاري نفسه الشهر الماضي، في باص للحرس الجمهوري في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية في هجوم تبناه «داعش» وأسفر عن 12 قتيلاً من قوى الأمن، في أحد أسوأ الهجمات المسلحة في تاريخ البلاد، ما دفع السلطات إلى إعلان حال طوارئ وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر وصفت بالتكفيرية. في السياق ذاته، اعتبر وزير الداخلية التونسي أن «الإرهاب والتهريب والجريمة وكل مظاهر الإخلال بالقانون تشكّل تهديداً للحرية وللديموقراطية». وأوضح الغرسلي أن شعار وزارته هو تكريس الأمن وأنه لن يسمح بأن تكون محاربة الإرهاب والمجموعات المسلحة مطية للمساس بحقوق الإنسان أو بالحريات أو كرامة الناس»، مشددا على أنه «لا حصانة لأحد أمام مواجهة الإرهاب وأمام المساس بالحريات وحقوق المواطنين بما في ذلك أبناء المؤسسة الأمنية». وأتت هذه التصريحات رداً على اتهامات وجهتها منظمات حقوقية ونشطاء لوزارة الداخلية بالتضييق على الحريات وممارسة التعذيب في حق المعتقلين بذريعة الحرب على الإرهاب. وأعلنت الوزارة في بيان أن الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب تمكنت من الكشف عن خلية تكفيرية تنشط في العاصمة في مجال استقطاب الشباب وتسفيرهم إلى بؤر التوتر. وأفادت الوزارة أن عناصر الخلية اعترفوا برغبتهم في السفر إلى ليبيا أو سورية للانضمام إلى صفوف «داعش» واستعدادهم للمشاركة في عمليات عسكرية تحت لواء التنظيم، وأشارت إلى استقطاب هذه العناصر عبر أحد «الأئمة المتشددين» الناشطين قرب العاصمة التونسية. حزب للمرزوقي في غضون ذلك، قدم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي طلباً رسمياً لإقامة حزب سياسي جديد من دون الإفصاح عن اسم الحزب. وقال الناطق باسم المرزوقي عدنان منصر إن الحزب «سيكون ديموقراطياً واجتماعياً وتشاركياً، وسيكون ضمن أعضائه أناس دعموا المنصف المرزوقي خلال حملته الرئاسية السابقة»، مشيراً إلى أن تقديم الحزب للرأي العام سيكون غداً الأحد. وأضاف منصر في تصريحات: «اخترنا يوم 17 كانون الأول (ديسمبر) لإيداع طلب رسمي، لأنه يجسد ذكرى انطلاق الثورة التي أسقطت الرئيس السابق زين العابدين بن علي». وترأس المنصف المرزوقي البلاد بين 2011 و2014 وانهزم في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية شهدت تنافساً شديداً أمام منافسه الباجي قائد السبسي زعيم حزب «نداء تونس» (الحزب الأول في البرلمان يليه حزب النهضة الإسلامي).