الجميع يتعرض، من حين إلى آخر، للإصابة بالصداع الذي كثيراً ما يأتي زائراً موقتاً ويرحل تلقائياً من دون أن يعكر مزاج الصحة. لكن الصداع قد يأتي أحياناً زائراً غليظاً يحل بثقله على رأس صاحبه إلى درجة أنه قد يكون من الشدة بحيث يفكر المصاب بنطح الحائط. وأخطر أنواع الصداع هو النوع المتكرر الذي يلازم صاحبه فترة طويلة، فإذا كنت تشكو منه فعليك ألا تستهين به فهو قد يكون علامة تفيد بأن المادة الرمادية في مخك معرضة للخطر، أو هذا على الأقل ما أفادت به دراسة قادها البروفسور هانز كريستوف دينر مدير المستشفى الطبي للأعصاب في جامعة آيخن الألمانية، الذي حذر من مغبة استمرار المعاناة من الصداع المتكرر لأنه يشكل خطراً على قشرة المخ، خصوصاً الخلايا الدماغية التي تتولى مهام الذاكرة والقدرة على التركيز. يذكر أن 90 في المئة من نوبات الصداع تحصل بسبب أمراض غير عضوية نتيجة تبدلات طارئة فيزيولوجية أو وظيفية تحصل في بعض مناطق المخ، خصوصاً في العضلات والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة، وأن النسبة المتبقية من الصداع تحدث لإصابات مرضية. وهناك أسباب بدهية شائعة لموجات الصداع، خصوصاً تلك التي تتعلق بمجريات السلوكيات اليومية، مثل استهلاك بعض أنواع الأطعمة، وفرط تناول المشروبات المنبهة، واستهلاك البوظة والمثلجات، والجوع، والتعرض إلى الشمس، وقلة النوم، والتعب، والضجيج، وكثرة العمل على شاشة الكومبيوتر، إلى آخر ما هنالك من الأسباب. على كل حال، يجب القلق في شأن الصداع الشديد الذي يأتي على حين غرة، وكذلك الصداع الذي يتفاقم يوماً بعد آخر، والصداع الذي يترافق مع التقيؤات أو ارتفاع الحرارة أو اختلال التوازن في الجسم، والصداع الذي يحتاج إلى المزيد من تناول المسكنات.