دعا أطباء واختصاصيون في علاج مرض السكر والغدد الصماء، وزارة الصحة السعودية، إلى «رفع الضبابية» عن الإحصاءات التي تنشرها حول عدد المصابين بمرض السكري في المملكة، محذرين من «تنامي» نسبة الإصابة بالمرض «في شكل خطير»لافتين إلى أنه ينتشر في الآونة الأخيرة بصورة «مخيفة، ومن دون معايير واضحة، وفي ظل غياب الإحصاءات الدقيقة، ما قد يضاعف العدد إلى نصف سكان المملكة في الأعوام المقبلة». وطالب الأطباء والاختصاصيون، خلال المؤتمر السنوي الثالث لبحث المستجدات في مرض وعلاج السكري، الذي انعقد أول من أمس، وزارة الصحة والقطاعات ذات العلاقة ب «المبادرة لبناء مراكز متخصصة لاكتشاف المرض مبكراً، والبدء في برامج وقاية تثقيفية من عمر مبكر، والاستثمار في صحة المرأة قبل الزواج، ودعم التجمعات المدنية التي تعنى في صحة المرأة والطفل، ودعوة رجال الأعمال إلى الاستثمار في الغذاء الصحي». وكشف عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام المشرف على مكتبة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله الجودي، خلال المؤتمر الذي تنظمه «الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء»، أن «نسبة مرضى السكر لدى الرجال أكثر من النساء»، مشيراً إلى أن نسبة السمنة في المملكة «قد تصل إلى 70 في المئة، مرجعاً ذلك إلى «الغذاء غير الصحي في بعض الأعمار. وأكد الجودر، في سياق حديثه خلال المؤتمر الذي فاق عدد الحضور فيه 700 مثقف صحي وممرض واختصاصي تغذية في مستشفيات المنطقة الشرقية، أن «90 في المئة من سكان دول الخليج، بمن فيها السعوديين، تركز على العلاج أكثر من الوقاية من مرض السكري»، واصفاً هذا الأمر بأنه «مؤشر سيء». وأضاف الجودي، أن «الإحصاءات الأخيرة تدل على أن نسبة المصابين بمرض السكري لدى من تجاوزوا ال30 سنة، تبلغ نحو 25 في المئة، ومن هم فوق ال15، نحو 18 في المئة، وفق آخر دراسة لوزارة الصحة، نفذت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض»، معتبراً هذه النسب «دليلاً على تفاقم حجم المشكلة في المملكة». ولفت إلى أن الحل يتطلب «تعاون القطاعات الأخرى، وفتح الأندية لممارسة الرياضة». وأشار إلى أن أكثر العاملين في المجال الصحي في السعودية، هم من «الأطباء الذين تدربوا في المستشفيات السعودية، وتفكيرهم مُنصب على علاج المريض»، مرجعاً ذلك إلى كليات الطب التي «لا تدرس الطب الوقائي. كما أنه لا يوجد زمالة في المملكة في الطب الوقائي، ما يصعب إيجاد حل للمشكلة داخل أروقة وزارة الصحة». واستغرب من «إنفاق ملايين الريالات لبناء المستشفيات، من دون أن ينفق نصفها على برامج التوعية والوقاية، مستشهداً ب «ضعف الرعاية الصحية الأولية. وطالب ب «تغيير نظرة القادة الصحيين في المملكة». بدوره، دعا استشاري السكر والغدد الصماء في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الأستاذ المساعد في جامعة الدمام الدكتور وليد البكر، إلى «الدقة في الإحصاءات من وزارة الصحة، لأن الأرقام لا تعكس حجم المشكلة في السعودية». وتوقع «ارتفاع الأرقام والإحصاءات خلال الأعوام المقبلة، من ربع سكان المملكة، إلى نصفهم، إن لم نبادر إلى إيجاد برامج وقاية وتثقيف بأهمية الكشف المبكر لمرض السكر، والحد من المضاعفات الصحية لمرض السكري، التي تزيد كلفة علاج المريض الواحد، إضافة إلى تكاليف غسيل الكلى، وعلاج العين والقلب والسمنة والبتر»، مشدداً على أهمية «إنشاء مراكز متخصصة لعلاج السكري، تعنى في اكتشافه مبكراً، قبل حصول المضاعفات، وكذلك التوعية الإعلامية المصاحبة لتلك المراكز».