ينطلق برشلونة الإسباني بطل أوروبا في رحلة البحث عن لقبه الثالث في بطولة العالم للأندية في كرة القدم المقامة حالياً في اليابان، عندما يواجه غوانزو إيفرغراندي الصيني بطل آسيا اليوم (الخميس) في نصف النهائي. فبعد خسارته لقب 2006 أمام إنترناسيونال البرازيلي (1-صفر)، أحرز «الكاتالوني» لقبي 2009 على حساب أستوديانتيس الأرجنتيني (2-1) في أبوظبي و2011 على حساب سانتوس البرازيلي (4-صفر) في يوكوهاما. ويتساوى برشلونة في عدد مرات إحراز اللقب مع كورنثيانز البرازيلي المتوّج في 2000 و2012 في النسخة الجديدة للبطولة التي انطلقت عام 2000 واصبحت ثابتة منذ 2005، علماً بأن البطولة بنظامها القديم كأس انتركونتيننتال كانت تجمع بين بطلي القارتين الأوروبية والأميركية الجنوبية (مباراتان ذهاباً وإياباً بين 1960 و1979، ثم مباراة واحدة من 1980 إلى 2004). وهذه المباراة الأولى لبرشلونة على اعتبار أن نظام البطولة ينص على أن بطلي أميركا الجنوبية وأوروبا يستهلان مشوارهما في العرس العالمي من دور الأربعة. وفي حال تخطيه عقبة غوانزو سيلتقي برشلونة في النهائي ريفربلايت الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية، ورأى الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة أن التشكيلة الراهنة لفريقه تملك أسلحة أكثر من تلك التي أشرف عليها المدرب جوسيب غوارديولا وأحرزت لقب 2009: «كانت سنة رائعة. بدا الزمن الذي حققنا فيه كل شيء مع غوارديولا غير قابل للتكرار. لم نكن حقاً متأكدين من القيام بذلك مجدداً. لكن ها نحن هنا، ويبقى علينا إنهاء الموسم في أفضل طريقة ممكنة وجعلها غير قابلة للنسيان». وشرح ميسي كيفية تطور برشلونة بإشراف مدربه الحالي لويس أنريكي، الذي يعتمد أقل من سلفه غوارديولا على أسلوب «تيكي-تاكا»، المعتمد على التمرير القصير والدقيق: «أصبحنا فريقاً أكثر عامودية. لكن بالطبع لم نفقد آيديولوجية الاحتفاظ بالكرة». وأضاف «هذه أولويتنا: السيطرة على اللعب والاحتفاظ بالكرة. لكن الآن أدرجنا فكرة أنه مع بعض اللمسات يمكننا الوصول إلى مرمى الخصم. قبل ذلك، تعين البناء أكثر لأجل الوصول إلى المرمى». وتعملق الثلاثي ميسي والأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار وسجلوا 127 هدفاً لبرشلونة في 2015، أي أكثر من ريال مدريد بأكمله، علماً بأن نيمار يحوم الشك حول مشاركته في اليابان بسبب إصابة عضلية في فخذه. واستقبل لاعبو الفريق «الكاتالوني» استقبال الأبطال في يوكوهاما، ثم خاض أولى حصصه التدريبية بغياب مهاجمه المتألق نيمار. وصحيح أن برشلونة تعادل في آخر ثلاث مباريات، اثنتان في الدوري وثالثة ضد باير ليفركوزن الألماني في دوري أبطال أوروبا، إلا أنه يتصدر الدوري المحلي بالتساوي مع أتلتيكو مدريد وبفارق خمس نقاط عن غريمه ريال مدريد، كما تصدر مجموعته في البطولة القارية، إذ سيلاقي في دور ال16 أرسنال الإنكليزي في مواجهة مرتقبة. في المقابل، يحمل غوانزو نكهة برازيلية مع مدربه لويز فيليبي سكولاري المتوّج بلقب مونديال 2002 قبل خيبة 2014 على أرضه، إضافة إلى المهاجم المخضرم روبينيو لاعب ريال مدريد وميلان الإيطالي السابق ولاعب الوسط باولينيو. ونجح بطل آسيا بتحقيق بداية طيبة إثر تخطيه أميركا المكسيكي (2-1) الأحد، عندما قلب تأخره بهدف إلى فوز في آخر 10 دقائق بواسطة جنغ لونغ وباولينيو في الوقت القاتل. وحذّر سكولاري برشلونة من معركة محتملة في يوكوهاما: «برشلونة أحد أفضل الفرق في العالم، والكل يعلم ذلك. لكن لاعبي فريقي يملكون القلب والرغبة لتقديم مباراة قوية وأتوقع ذلك منهم». وعن احتمال غياب نيمار قال: «نيمار أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، ولديه القدرة ليصبح الأفضل في غضون خمسة أعوام، لكن برشلونة يملك 25 نيماراً، لديهم النوعية في كل مركز». وتابع «فيل الكبير»، الذي قاد البرازيل في يوكوهاما إلى لقبها الخامس في كأس العالم عام 2002 على حساب ألمانيا (2-صفر): «لديهم ميسي وسواريز وإنييستا وغيرهم، لاعبون قادرون على إيذائك من أي مكان». ووعد قائد غوانزو المخضرم جنغ جي بأن فريقه لن يرضخ لسطوة برشلونة: «نتطلع لهذه المباراة. نريد الاستمتاع والتعلّم منها. لا نخشاهم ولا سبب للتوتر». وكان غوانزو شارك في نسخة 2013، ففاز على الأهلي المصري (2-صفر)، ثم خسر في نصف النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني (3-صفر)، وحلّ رابعاً بعد سقوطه أمام أتلتيكو مينيرو البرازيلي (3-2) في مراكش.