رعت رئيسة مجلس إدارة «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، الشيخة موزة بنت ناصر المسند، لقاء في «الكلية الملكية» في لندن تمهيداً لإطلاق «مركز الجراحة الروبوتية في قطر». وحضر اللقاء العلمي عدد من كبار المسؤولين في مؤسسة قطر والكلية. ويعتبر المركز ثمرة تعاون علمي بين «واحة العلوم والتكنلوجيا» القطرية و «مؤسسة حمد» الطبية و «كلية طب وايل كورنيل- قطر» و «لندن إمبريال كوليج». ويجعل هذا المركز من قطر محوراً عالمياً للجراحة الآلية المؤتمتة، التي تعتبر من المجالات المتطورة في الطب الحديث. ولهذا الغرض، جرى تدريب فريق من الأطباء المتخصصين من «مؤسسة حمد الطبية» و «كلية طب وايل كورنيل- قطر» أخيراً، على هذه التكنولوجيا، في «لندن إمبريال كوليدج». وفي سياق اللقاء، تحدّثت الدكتورة حنان الكواري، المديرة العامة ل «مؤسسة حمد» عن هذه الشراكة، مُبيّنة ان المؤسسة تسعى الى عقد شراكات علمية، «بما يساعد على الارتقاء في الجانب البحثي المتعلق بجراحة الروبوت». وزادت أن المركز القطري لجراحة الروبوت يتيح أيضاً فرصاً للتدريب على هذه التكنولوجيا المتطوّرة. وأضافت: «دولة قطر تعتبر من أنشط الدول في هذا المجال في المنطقة، وبهذه الشراكة نطمح أن نكون الأول عالمياً». وحملت كلمات الكواري إشارة الى أن مركز الجراحة الروبوتية في قطر، سيصبح قاعدة متينة للتطوير التكنولوجي في علوم الروبوت الطبية، كما سيضحى محطة رئيسية لتعزيز التطبيقات الطبية للتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط. وسيركز المركز على أنشطة محورية، منها أن يكون مسرحاً لإختيار التكنولوجيات الجراحية المتقدمة، بفضل معداته الحديثة وتجهيزاته المتطورة التي تشمل مُحاكيات مناظير الجهاز الهضمي، وأدوات التصوير والتسجيل تلفزيونياً بالتقنيات البصرية الثلاثية الأبعاد. وسيوفر المركز مجموعة واسعة من برامج التدريب على علوم الروبوت والأجهزة المؤتمتة التي تستعمل في الجراحات المتقدمة. كما سيجري بحوثاً علمية، بعضها باستخدام تقنية المحاكاة الافتراضية، بغرض تطوير تكنولوجيا الروبوتات الطبية، وتطوير الأجهزة المستخدمة في الطب والرعاية الصحية. إضافة إلى ذلك، سيتيح المركز الفرصة أمام الجراحين في بلدان الشرق الأوسط للحصول على تدريب متطور على التكنولوجيا المتقدمة، خصوصاً مع توافر العروض التوضيحية المباشرة والربط الفوري بالبث الحي لجلسات التدريب، ما يسهل تبادل الخبرات ونقل المعلومات. وعُيّن اللورد آرا دارزي (بريطاني من أصل عراقي)، وهو أحد الجراحين الأوائل الذين استخدموا نظام الروبوت المؤتمت في جراحاتهم، رئيساً للجنة الجراحة الدولية في المركز. وتضم هذه اللجنة في عضويتها البروفسور غواناغ زهونغ يانغ، الذي يشغل منصب كبير المسؤولين العلميين في مركز الجراحة الروبوتية في قطر. وخلال هذا اللقاء المذكور، قال دارزي: «لا تزال تطبيقات الروبوت في الطب والجراحة في مراحلها الأولى... نعتقد أن التعاون بين واحة العلوم ومؤسسة حمد ووايل كورنيل ولندن إمبريال كولدج، يساهم في تفجير طاقات الإبداع والابتكار في التعليم والتدريب والبحوث، وكذلك الحال بالنسبة الى ممارسات الطب والجراحة». وعلّق الرئيس التنفيذي لواحة العلوم تيدو مايني، على الأمر بقوله: «مركز الجراحة الروبوتية يقدم إجابة شافية على ما يمكن أن تساهم به دولة صغيرة المساحة مثل قطر، في انجازات الطب والتكنولوجيا». وأضاف: «لقد حالفنا الحظ بأن صاحبة السمو برؤيتها الثاقبة هو من يدعمنا، كما يسرنا إبرام شراكة حيوية مع جامعة عريقة على غرار إمبريال كوليدج، وأن تكون الشراكة بقيادة اللورد دارزي، وبمشاركة مؤسسة حمد الطبية وكلية طب وايل كورنيل من قطر، لتكون شراكة متكاملة ومثمرة».