أبدى محتسبون اعتراضهم على مشاركة شاعرة سعودية في أمسية أدبية في معرض جدة الدولي للكتاب، ووجودها في قاعة مليئة بالرجال، وهو مشهد أصبح مألوفاً. إلا أن ما كان غير مألوف اتفاق الحضور على رفض تدخل المحتسبين، وقرار الإدارة المنظمة للمعرض بطردهم. وكانت إدارة المعرض طردت السبت الماضي، محتسبين اثنين اقتحما قاعة أثناء أمسية أدبية، معترضين على مشاركة الشاعرة أشجان هندي فيها ووجودها بين الرجال. وأظهر مقطع فيديو انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، طرد المحتسبين وامتعاض الحضور من تدخلهما، إذ سأل أحدهما الحاضرين رافعاً صوته: هل يرضيكم ذلك؟ (في إشارة إلى وجود الشاعرة)، فرد عليه الجمهور: «نعم يرضينا»، لينشط بعدها وسم (هاشتاغ) بعنوان «نعم يرضينا» في موقع «تويتر». وأبدى مغردون موافقتهم على طرد المحتسبين، معتبرين اعتراضهما على الأمسية بهذه الطريقة «تخلفاً». وقال المغرد عبد الله عبد العزيز: «تحية للموجودين قالوها بكلمة واحدة، نعم يرضينا الفن والحرية. لا للتخلف». وكتب محمد عيسى، قائلاً: «أكثر ما يؤرق المحتسبين انتهاء سطوتهم»، فيما قال أحمد: «مشكلتهم الكبرى تبني الفضيلة، وكأن الآخرين أهل رذيلة!». وغرد عبد الله الفرح بالقول: «نعم يرضينا أن نعيش بلا تشدد وانحراف وترهيب، ويرضينا أن يطرد أمثالكم»، فيما قال محمد المدرس: «ما أجمل الحياة الطبيعية من دون وصاية». واستمر تفاعل المتابعين مع هذا الحدث، إذ كتب حاتم النجار: «يستحق هذه المعاملة كل من يمارس التخلف باسم الإسلام. شكراً للجمهور الواعي الجميل»، وكتب محسن قائلاً: «جمهور حاضر ومستمتع بالأمسية ويسألهم هل يرضيكم؟ لو ما يرضيهم ما جلسوا». وفي المقابل، انتقد بعض المغردين إخراج المحتسبين، معللين ذلك بأنهم «كانا يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر». وكانت الشاعرة أشجان هندي علقت على هذه الحادثة، قائلة ل «الحياة»، إنه ليس من حق أي شخص التهجم على شخص آخر، في مكان رسمي، معتبرة أنها لم تكن في فقرة ترفيه، إنما «في مهمة رسمية من أجل عيون الوطن، وفي معرض رسمي وطني». وطالبت هؤلاء باحترام الرأي والرأي الآخر، و«ألا يكونوا كاتم صوت». وأوضحت أنه «ليس من حق أي كان الكلام مع امرأة، طالما أن محرمها موجود، فالأولى بهؤلاء إذا كانوا يعرفون ماذا يعني العرض والشرف، أن يتكلموا مع محرم هذه المرأة لا مع المرأة مباشرة والتهجم عليها». وكان أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل افتتح فاعليات المعرض الخميس الماضي، داعياً إلى الاستفادة منه، ومعتبراً إياه خطوة كبيرة في إثراء حركة الثقافة والمعرفة.