قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وأصيب العشرات بانفجارين وقعا السبت في حي موالٍ للنظام في مدينة حمص وسط سورية، وتبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وجاء الانفجاران بعد أيام من بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في حي الوعر آخر أحياء المعارضة في مدينة حمص. وتضمن هذا الاتفاق بين الحكومة وجماعات المعارضة تحت إشراف الأممالمتحدة، انسحاب مقاتلي الجماعات المسلحة المعارضة من الوعر الذي أشرفت الأممالمتحدة الخميس على إدخال مواد غذائية وطبية إليه، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز». وينص الاتفاق بين المعارضة والحكومة السورية على خروج ألفي مقاتل ومدني من الحي مقابل فك الحصار وإدخال المساعدات إليه، بالإضافة إلى تسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بتسليم أسلحتهم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الانفجار وقع بالقرب من المستشفى الأهلي في حي الزهراء الذي يقطنه غالبية من المواطنين الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية». من جانبها، أشارت وسائل إعلام رسمية إلى وقوع انفجار ثان نتج من انفجار أسطوانة غاز، ما أدى إلى إصابة أشخاص كانوا هرعوا لإنقاذ ضحايا الهجوم الأول في الحي المكتظّ بالسكان. ووصف التلفزيون السوري الهجوم على حي الزهراء بأنه «تفجير إرهابي»، فيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المركبة المفخخة كانت معبأة بنحو 150 كيلوغراماً من المواد الناسفة. وتسيطر قوات النظام السوري منذ بداية أيار (مايو) 2014 على مجمل مدينة حمص باستثناء حي الوعر الذي خرجت منه المعارضة أخيراً. وتعتبر حمص ثالث أكبر المدن السورية، وتقع في المنطقة الوسطى على مسافة 160 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة دمشق. ويبلغ عدد سكان حمص، بحسب تعداد العام 2011، حوالي المليونين في حين تزيد مساحتها على 42 ألف كيلومتر مربع. وكانت المدينة قبل الأزمة السورية التي بدأت في العام 2011، مركزاً للصناعات الثقيلة، وتوجد فيها مصفاة نفطية تقع بالجانب الغربي منها، ومصنع للفوسفات. وشكل وجود معالم دينية بارزة فيها مثل مسجد خالد بن الوليد، نقطة جذب سياحي للمحافظة بأسرها، خصوصاً أن مدينة تدمر الأثرية الواقعة ضمن حدود محافظة حمص، تشكل أساساً في الاستقطاب السياحي.