تبدأ اليوم في جنيف محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثيين والتي تهدف إلى إيجاد صيغة تؤدي إلى وقف الحرب وتطبيق القرار الدولي رقم 2216. وترافق المحادثات شكوك في التزام الحوثيين بالتعهدات التي قطعوها للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وباحترامهم لوقف إطلاق النار الذي كان مقرراً أن يبدأ تنفيذه في منتصف الليلة الماضية. (للمزيد) ورحّب مجلس الوزراء السعودي أمس في الجلسة التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، بما أعلنته قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن، عن تطهير جزيرة حنيش الكبرى من الميليشيات الحوثية لإعادة فرض سلطة الحكومة الشرعية فيها، وصولاً إلى الهدف الرئيسي وهو استقرار اليمن. كما صدر عن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قرار بمباشرة قوات الأفواج الأمنية مهامها في حرب العصابات في المناطق الجبلية الحدودية وتخويلها صلاحيات رجال الأمن في الضبط والقبض والتفتيش والمطاردة وإطلاق النار، وفق الإجراءات النظامية. وأمل معين عبد الملك، أحد أعضاء الوفد الحكومي في تصريح لوكالة «فرانس برس»، في أن يلتزم الحوثيون هذه المرة بوقف إطلاق النار بعد ارتكابهم خروقات سابقة للاتفاقات في أيار (مايو) وتموز (يوليو) الماضيين. كما أكد مسؤول في مكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي أن وقف إطلاق النار سيبدأ عند منتصف الليل، وفق الاتفاق مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال لقائه الأخير مع هادي في عدن. وأعلن أمس عن استشهاد العقيد الركن عبدالله السهيان الخالدي قائد القوات السعودية الخاصة في عدن والضابط الإماراتي سلطان الكتبي خلال مشاركتهما في المعارك الدائرة لتحرير مدينة تعز. وكان الرئيس هادي منح السهيان وسام الشجاعة تقديراً لدوره ومواقفه البطولية في قيادة المعارك في حرب اليمن. ويقول من رافقوا السهيان في عدن على مدار خمسة أشهر، إنه كان دائماً قائد العمليات وفي صفوفها الأولى، في دلالة على إقدامه وتفانيه في خدمة وطنه، وتكاتفه مع الأفراد والضباط الذين كانوا تحت إمرته، ويحرص على تفقد القوة فرداً فرداً بعد نهاية كل عملية. وكانت «الحياة» رافقت العقيد السهيان وعدداً من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء العالمية، في زيارة خاصة إلى عدن بعد تحريرها، وكان يشدد على أن «اليمن لا بد أن يعود الى اليمنيين»، وأن دور قوة الواجبات الخاصة في عدن هو «حفظ الأمن وتسليم اليمن إلى أهله». على الصعيد الميداني، قتل أمس عشرات الحوثيين في غارات شنتها طائرات التحالف ومواجهات مع الجيش والمقاومة في تعز والضالع وحجة والحديدة. فيما توسعت رقعة المواجهات إلى محافظة ريف صنعاء، واستهدفت مقاتلات التحالف مواقع الانقلابيين في صنعاء وضواحيها، وفي الشريط الحدودي مع السعودية. وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني، أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على جبا ودار القبة، واقتربت من منطقة الكريف ومركز مديرية المسراخ شمالاً، مع استمرار الاشتباكات العنيفة، وتم دحر الميليشيات من منطقة دار المنار بمنطقة الأقروض، وإحراق عربتين عسكريتين في منطقتي الأقروض والمسراخ، وسقوط من كان فيهما بين قتيل وجريح، وإحكام السيطرة على خط الإمداد بين الدمنة والمطالي والمسراخ، ومحاصرة الحوثيين والتضييق عليهم. وفي محافظة الحديدة، استمرت الغارات على ساحل البحر الأحمر باتجاه مديرية الخوخة والمنطقة الواقعة بين هذه المديرية ومديرية المخا المجاورة، في حين شن طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في مديرية ضحيان في محافظة صعدة، إلى جانب عدد من المديريات على الخط الحدودي مع السعودية. وقصفت المدفعية السعودية أمس مواقع في مديريات رازح وغمر وحرض اليمنية، كان يحتشد فيها مسلحون حوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وتمت مشاهدة تعزيزات في مديرية حرض القريبة من محافظة الطوال الحدودية، وتم قصفها من طريق البحرية. صاروخ حوثي قتل السهيان في تعز