استشهد فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية أمس قرب محطة الباصات المركزية في القدس الغربية، واعتبر الرئيس محمود عباس أن «الهبة الشعبية للفلسطينيين» تعود إلى «اليأس من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي»، فيما أظهر استطلاع للرأي أن ثلثي الفلسطينيين يؤيدون «انتفاضة مسلحة». وأظهر إستطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن ثلثي الفلسطينيين يؤيدون انتفاضة مسلحة مع دخول مواجهات تستخدم فيها السكاكين وعمليات الدهس وإطلاق النار مع إسرائيل شهرها الثالث. ونشر «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية» استطلاعاً للرأي أجراه في الفترة الواقعة بين 10 الى 12 الشهر الجاري اشتمل على إجراء مقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من البالغين عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكانياً، وكانت نسبة الخطأ 3 في المئة. وقال المركز أن 67 في المئة «يؤيدون استخدام السكين في المواجهات الراهنة مع إسرائيل لكن حوالي ثلاثة أرباع الجمهور (73 في المئة) يعارضون مشاركة فتيات صغيرات من تلميذات المدارس في عمليات طعن إسرائيليين». وأضاف إلاستطلاع إن «نسبة 66 في المئة تعتقد أنه لو تطورت المواجهات الراهنة إلى إنتفاضة مسلحة فإن ذلك سيساهم في تحقيق الحقوق الفلسطينية التي فشلت المفاوضات في تحقيقها». ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له أمس في احتفال في رام الله بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد ما يجري من مواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين «بالهبة الجماهيرية». وقال: «كما تعلمون بدأت هبة جماهيرية مبررة لا نملك أن نقول للشباب لماذا أنتم خارجون (للمواجهات مع إسرائيل) ولا أريد أحداً ان يدعي أنه أخرجهم». وأضاف أن «الشباب خرجوا لأسباب عدة، أولها انهم بدأوا يشعرون باليأس من حل الدولتين، ولا يرون أساساً منطقياً لدولتين». وتساءل عباس «أين دولتنا؟ استيطان في كل مكان، حواجز في كل مكان، حيطان في كل مكان، بدأ اليأس يتسرب إلى قلوبهم وعقولهم، أنا أتحدث عن الجيل الجديد، فبدأ يتراكم هذا (الاحباط). ما الحل؟ لا يجدون أمامهم حلاً». وأوضح عباس أن الاعتداءات على المسجد الأقصى كانت سبباً في هذه المواجهات. وخلال فترة الشهرين ونصف الأخيرة منذ بدأت موجة استهدف فيها فلسطينيون إسرائيليين في تشرين الأول (اكتوبر) قُتل 19 إسرائيلياً ومواطن أميركي في هجمات بالرصاص والأسلحة البيضاء وعمليات دهس بسيارات في أجزاء مختلفة من إسرائيل والقدس والضفة الغربية، فيما استشهد نحو 110 فلسطينيين خلال الفترة نفسها برصاص القوات الاسرائيلية التي تقول إن نحو ثلثيهم مهاجمون. الى ذلك، تطابقت نسبة استطلاع «المركز الفلسطيني» المطالبين باستقالة عباس مع استطلاع سابق أجراه المركز قبل ثلاثة أشهر، وهي 65 في المئة. وتواصلت نسبة الرضا عن إداء عباس في الانخفاض من 38 في المئة قبل ثلاثة أشهر الى 35 في المئة في هذا الاستطلاع. وكانت نسبة الرضا عن عباس قد بلغت 44 في المئة قبل ثلاثة أشهر. وبيّن الإستطلاع أنه تعقيباً على حديث عباس المتكرر عن إمكان تخليه عن الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل يرى «67 في المئة من الذين يعتقدون أن إسرائيل غير ملتزمة بأوسلو ان الرئيس عباس غير جاد في التخلي عن اتفاق أوسلو». من جهة أخري، استشهد فلسطيني برصاص القوات الاسرائيلي أمس بعد محاولة دهس اسرائيليين قرب محطة الباصات المركزية عند مدخل القدس الغربية، بحسب الشرطة الاسرائيلية. وأعلنت الشرطة في بيان ان «المهاجم وصل في سيارة خاصة وصعد الى الرصيف ودهس عدداً من الاشخاص الواقفين عند موقف الباص، وقام حارس امن القطار الخفيف وأحد المواطنين الذين تواجدوا في المنطقة بإطلاق النار عليه كي لا يتمكن من الخروج من سيارته ويهاجم المواطنين، وقتل». وأضافت ان المهاجم هو عبد المحسن حسونه (21 سنة) وهو من حي بيت حنينا في القدسالشرقية. وزادت انه «اثناء تفتيش مركبته تم العثور على بلطة بجانب كرسي المهاجم». وقال مصدر طبي اسرائيلي ان «هناك 7 اصابات طفيفة اضافة الى اصابة ما بين بالغة ومتوسطة». على صعيد آخر، أغار الطيران الاسرائيلي ليل الاحد الاثنين على «موقعين عسكريين» لحركة «حماس» في قطاع غزة بعد سقوط صاروخ فلسطيني في اسرائيل. وأفاد الجيش الاسرائيلي ومصادر فلسطينية ان الصاروخ الفلسطيني والغارة الاسرائيلية لم يسفرا عن اصابات. وأكد الجيش «مساء (أول من) أمس أطلق صاروخ من قطاع غزة الى جنوب اسرائيل» مضيفاً: «لم تسجل أي إصابة». وزاد: «رداً على هذا الهجوم استهدفت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي موقعين عسكريين لحماس في شمال قطاع غزة ووسطه». وأشار البيان الى ان هذا الصاروخ هو الحادي والعشرين الذي يطلق منذ مطلع العام الجاري من القطاع الخاضع لسلطة «حماس». وتابع البيان ان «القوات الاسرائيلية تحمل حماس مسؤولية جميع الهجمات التي تنطلق من قطاع غزة». وأفادت مصادر فلسطينية في غزة بأن الغارات الاسرائيلية أصابت معسكر تدريب لكتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، ومعسكراً لبحريتها، من دون وقوع أي إصابات.