نورثوود (بريطانيا) - أ ف ب - أكد الأميرال البريطاني بيتر هدسون الذي يقود القوة البحرية الأوروبية «ناف فور» المسؤولة عن مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، أنه يجب على قوته أن تتكيف باستمرار مع تصاعد هجمات القراصنة الذين ازدادوا جرأة وباتوا يعتمدون على عناصر أصغر سناً. وقال هدسون خلال مقابلة في ملجئه الحصين تحت الأرض في مقر القوة في نورثوود في ضواحي لندن حيث ينسق عمل فرقة من 120 شخصاً من 16 بلداً: «علينا أن نتكيف وأن نتحلى باللين ونحاول أن نكون أكثر ديناميكية مما كنا عليه قبل سنة». وأضاف أن القراصنة «لا يهابون شيئاً وما زالوا مستعدين للمجازفة... أصبحوا أصغر سناً ولا تتجاوز أعمارهم عشرين سنة، وأحياناً ما بين 14 و15 سنة». ومع انتهاء موسم الأمطار، أصبحت الظروف الجوية ملائمة مجدداً لأعمال القرصنة منذ الشهر الماضي في مياه خليج عدن والمحيط الهندي. وواجهت «ناف فور» منذ ذلك الحين هجمات 18 عصابة قراصنة، أي ضعف ما واجهته خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي. ووقعت تسع عمليات خطف وأخفقت 17، ودمر 22 زورقاً من أصل 131 تابعين للقراصنة خلال آذار (مارس) الماضي فقط، بحسب القوة البحرية. ويرى هدسون أنه «يجب علينا استعمال طيراننا بذكاء ونشر بوارجنا حيث نعتقد أنه من المحتمل أن يتحرك القراصنة، ونحاول أن نمنعهم من إحباط تكتيكاتنا»، مؤكداً أن القراصنة «قادرون على إبداء قدر لا يستهان به من التكيف» مع الظروف. وتقود قوة «ناف فور» منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 عملية «اتالانت» التي يتمثل هدفها الأساس في مرافقة السفن التجارية التي تنقل المساعدات الإنسانية لبرنامج الغذاء العالمي وحماية السفن من القرصنة في خليج عدن والمحيط الهندي. وأعرب هدسون عن ارتياحه لما تم إنجازه في هذه المهمة، إذ لم يتمكن القراصنة من اعتراض أي سفينة لبرنامج الغذاء العالمي منذ نهاية 2008، وتم نقل أكثر من 300 ألف طن من الأغذية إلى الصومال. ويستند قادة القوة البحرية على صور مفصلة توفرها الأقمار الاصطناعية لمعسكرات القراصنة على الساحل، لكن ليس في إمكانهم تدميرها لأنه غير مرخص لهم التدخل براً. وأكد هدسون أن «الحل في النهاية ليس أن تطارد بوارج حربية قيمتها نصف مليون دولار زوارق من البلاستيك وسط المحيط الهندي، هذا لن يوقف القرصنة التي لن تنتهي إلا بإنهاء الفوضى السائدة في الصومال».