استمرت المعارك أمس بين قوات «المقاومة الشعبية» ووحدات عسكرية موالية للحكومة اليمنية من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في أكثر من محافظة، فيما شن طيران التحالف غاراته على مواقع الجماعة في ضواحي صنعاء ومحافظات تعز والجوفومأرب وشبوة وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأفادت مصادر المقاومة بأنها استطاعت أمس السيطرة على مدينة دمت شمال محافظة الضالع الجنوبية وأجبرت الحوثيين على الانسحاب منها وأدت المواجهات الى مقتل أكثر من 25 حوثياً استهدف القصف المدفعي مواقعهم في مديرية الرضمة التابعة لمحافظة إب. وإضافة الى المعارك المشتعلة على مختلف الجبهات، سيطر القلق والترقب امس على مناطق جنوب اليمن وشرقه مع اقتراب إعصار «شابالا» من سواحل هذه المناطق. وأعلنت الحكومة والسلطات المحلية في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى حالة الطوارئ ووجّه الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل غرفة عمليات تضم وزراء الداخلية والإدارة المحلية والصحة العامة والسكان والثروة السمكية لمواجهة أخطار الإعصار. وأكد ضرورة التنسيق مع الدول التي يتوقع أن يصل الإعصار إلى سواحلها وفي مقدمها عمان، كما وجّه بتشكيل غرف عمليات فرعية برئاسة محافظي حضرموت وشبوة والمهرة وأرخبيل سقطرى، وهي المحافظات المهددة بوصول الإعصار إلى سواحلها. وفي السياق ذاته، قال الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت ل «الحياة» إن إدارته قامت باتخاذ جملة من التدابير الاحترازية وفق الإمكانات الشحيحة في المحافظة، في ظل سيطرة المجموعات المسلحة على المكلا عاصمة المحافظة. وأشار إلى أن المناطق الواقعة على الشريط الساحلي من محافظة المهرة وحتى الديس الشرقية في المكلا مهددة في شكل جدي، إذ يتوقع أن تصل سرعة الرياح فيها إلى 100 كلم في الساعة، ويتجاوز ارتفاع الموج 10 أمتار. وأضاف المحافظ ان المجموعات المسلحة تسيطر على المكلا ولكن مع ذلك تم إنشاء غرفتي عمليات واحدة في المكلا وأخرى في سيئون تتبع اللجنة العليا للطوارئ في المحافظة، وبدأت الاستعانة بفرق من المتطوعين وعقال الأحياء لمحاولة توعية الناس بالموضوع ومحاولة إجلاء السكان عن الخط الساحلي مباشرة، كما تم التواصل مع فرق المتطوعين الشباب في محاولة لنشر فرق في معظم المناطق والمربعات السكنية. وقال المحافظ ان اللجنة ستبقى في حال انعقاد دائم وهناك غرفة عمليات مركزية في الرياض، والتوجيه لمحافظي سقطرى والمهرة وحضرموت وشبوة بإنشاء لجان طوارئ وعمليات، والتوجيه للهيئة العامة للأركان في الجيش اليمني بضرورة إسهام القوات المسلحة المنتشرة في هذه المحافظات في الاستعداد للمساعدة في حال الضرورة، كما تم إقرار التواصل مع المنظمات الدولية منها منظمة الصحة العالمية، والتواصل مع مراكز الأرصاد في كل من عمان، والسعودية لمراقبة الحال الجوية. وعلى الصعيد الميداني قالت مصادر المعارضة في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) أن مواجهات عنيفة تواصلت أمس بين مسلحي المقاومة وقوات الحوثيين في مديريتي الزاهر وذي ناعم وقتل 20 حوثياً على الأقل و15 عنصراً من المقاومة غالبيتهم من مقاتلي قبيلة آل الحميقاني. وفي محافظة تعز أكدت مصادر المقاومة والجيش الموالي للشرعية أنهما بصدد تنفيذ خطة لتحرير مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين بالتنسيق مع قوات التحالف والحكومة اليمنية. وأضافت إن المنطقة العسكرية الرابعة في عدن أرسلت تعزيزات لدعم المقاومة في تعز في ظل مواجهات مستمرة غرب المدينة وشرقها وغارات لطيران التحالف استهدفت مواقع الجماعة قرب معسكر قوات الأمن الخاصة والقصر الجمهوري. وكشفت مصادر المقاومة عن استمرار معارك الكر والفر بين مسلحي المقاومة ومليشيا الحوثيين والقوات الموالية لهم في المناطق الفاصلة بين محافظتي تعز ولحج في مناطق الوازعية والمضاربة وماوية حيث يحاول الحوثيون التوغل نحو الجنوب. وأفاد شهود ومصادر محلية بأن طيران التحالف شن أمس سلسلة غارات بمروحيات «الأباتشي» على مواقع الحوثيين في مديريتي حريب وبيحان في شبوة، وأكدت المصادر أن الضربات استهدفت منطقة العوهل بالقرب من «نجد مرقد» شرق جنوب شرقي مأرب كما طاولت تجمعات حوثية في منطقة الساق في بيحان غرب شبوة. وأغار طيران التحالف أمس على مواقع للحوثيين في منطقة فرضة نهم عند المدخل الشرقي لصنعاء وضرب تعزيزات لهم في محافظة الجوف قرب معسكر «اللبنات» الذي يقترب مسلحو المقاومة والجيش من السيطرة عليه تمهيداً لتحرير مدينة الحزم (عاصمة الجوف). وقالت الأممالمتحدة امس إن اثنين من المتعاقدين معها احتجزا في مطار صنعاء ولم يؤكد متحدث باسم المنظمة اذا كانا أميركيين. إلى ذلك، تواصلت غارات التحالف العربي على ثكنات عسكرية ومخابئ للذخائر والمسلحين في صعدة. وذكرت مصادر أن الغارات أصابت بدقة عالية الأهدافه التابعة للحوثيين الذين قاموا بعمليات اعتقال واسعة لعلماء دين في محافظة الحديدة، ونصبوا نقاط تفتيش في مواقع عدة في دير عبدربه والحديدة والطريق المؤدية من الحديدة إلى مدينة حرض. وعلى الحدود الجنوبية السعودية تمكنت قوات الصاعقة السعودية من تنفيذ عمليات نوعية في مناطق جبلية، أسفرت عن القضاء على عشرات من عناصر الميليشيا التابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، فيما تمشط مروحيات «الأباتشي» هذه الحدود.