سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على عدد من المواقع التابعة للنظام والميلشيات الموالية بينها معبر كسب الحدود مع تركيا في غرب سورية، في وقت واصل مقاتلو «الجيش الحر» السيطرة على مراكز إضافية في درعا بين دمشق وحدود الأردن. وسجل امس سقوط قتلى بينهم أطفال بغارات على قدسيا غرب دمشق. وشمل تقدم مقاتلي المعارضة في غرب البلاد السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية، بعد ايام من إعلان «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تعد معقلاً مهماً لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في محيط مدينة كسب» الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية غرب سورية». وأشار إلى ان المقاتلين «سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، الا انهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر»، موضحاً ان المقاتلين قفصوا بقذائف الهاون والصواريخ «مناطق في كسب، وسط اغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط - كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة». ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم إلى الطيران الحربي «الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية»، وفق «المرصد». وقال الإعلام الرسمي السوري إن المقاتلين يشنون هجماتهم «من الأراضي التركية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي». وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلاً من هذه المجموعات «بينهم ما يسمى «أمير جبهة النصرة» في الريف الشمالي في اللاذقية». وكانت «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلثاء عن بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، وذلك في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه «المرصد السوري». وجاء في البيان «أننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من أغمادها، ولن تعود حتى يأمن أهلنا على ارض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم». وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام السوري، وتضم مسقط رأسه القرداحة. وبقيت المحافظة هادئة نسبياً منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار (مارس) 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية. وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» بحصول «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية عدة مقاتلة من جهة اخرى على الجهة الجنوبية لبلدة مورك في حماة، ما أدى الى إعطاب دبابة ثالثة للقوات النظامية واستشهد مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مورك، ترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة» في ريف حماة. كما شن الطيران على ريف ادلب المجاور في شمال غربي البلاد، وسقط قتلى بغارة على مدينة كفرنبل في جبل الزاوية. وفي دمشق، قال «المرصد» ان ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات قتلوا «جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا» غرب دمشق ظهر أمس، فيما «قتل طفل ورجل برصاص قناص من القوات النظامية أثناء خروجهما من مخيم الوافدين قرب مدينة دوما وفق نشطاء من المنطقة». ونفّذ الطيران الحربي «غارتين جويتين على محيط إدارة الدفاع الجوي المحاصرة من قبل مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة قرب بلدة المليحة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية في المنطقة. وقتل أربعة مواطنين بينهم مواطنتان ورجل من عائلة واحدة من مدينة دوما جراء قصف القوات النظامية». وأشار «المرصد» إلى حصول مواجهات بين قوات «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك جنوبدمشق، بالتزامن مع توزيع مساعدات للأهالي المحاصرين من قوات النظام. وبين دمشق ودرعا، أفاد «الجيش الحر» في بيان بأن مقاتليه وفي «مناسبة الذكرى الثالثة للثورة السورية التي انطلقت من درعا الصمود في ال 18 من الشهر الجاري في 2011، تم تحرير حاجز قصاد والصوامع بعد حصار دام شهرين بسواعد الجيش الحر الذين استبسلوا استبسالاً كبيراً». وأضاف: «يعد المربع الأمني المكون من السجن المركزي وحاجز قصاد والصوامع محرراً بالكامل. وتم استحواذ دبابتين وعربتين وعدد من الأسلحة الفردية وقتل عدد كبير من عصابات النظام التي حاولت الانسحاب والسيطرة على القمح الموجود في الصوامع».