تشهد مناطق في ريف اللاذقية في غرب سوريا، معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة ونظام الرئيس بشار الاسد الذي يرسل آلاف العناصر من قواته النظامية والمسلحين الموالين لها، لاستعادة نقاط سيطر عليها المعارضون في الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وحقق المقاتلون في الايام الماضية تقدما في هذه المحافظة التي تعد معقلا لنظام الرئيس بشار الاسد، بسيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، اضافة الى قرية السمرا ومنفذها البحري، وتلة استراتيجية. وقال المرصد "تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى، في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45" وهو مركز عسكري على تلة مرتفعة. وتدور معارك عنيفة في محيط قرية السمرا، ومناطق قسطل معاف ونبع المر وتلة النسر، والشريط الحدودي مع تركيا، بحسب المرصد. واوضح المرصد ان القوات النظامية تستهدف مناطق الاشتباكات باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة. وفي سياق متصل، افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان النظام "استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون". واشار الى وجود "العديد من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك الى جانب القوات النظامية". واعتبر عبد الرحمن ان "النظام لم يكن يتوقع هذا الهجوم المفاجىء في معقله، والاكيد انه سيقوم بما في وسعه لئلا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم". واحتدمت المعارك في ريف اللاذقية منذ الجمعة، مع بدء كتائب اسلامية بينها جبهة النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا، هجوما للسيطرة على مناطق في هذه المحافظة الساحلية. وسيطر المقاتلون الاثنين على تلة "المرصد 45" وبلدة كسب ومخفرها البحري، وذلك غداة سيطرتهم على كسب ومعبرها الحدودي. كما قتل في المعارك قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الاسد، احد اقارب الرئيس السوري. واتهمت دمشقتركيا بتوفير "تغطية" لمقاتلي المعارضة. واسقطت انقرة الاحد مقاتلة سورية كانت تشارك في المعارك، قائلة انها انتهكت مجالها الجوي. ورأت دمشق في العملية "اعتداءا سافرا". وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي لفرانس برس في اتصال هاتفي ان الجيش السوري "يقصف كسب اليوم باستخدام الطيران والدبابات". وقال احد المقاتلين المشاركين في الاشتباكات لفرانس برس ان "المعارك شرسة"، مؤكدا وجود "آلاف المقاتلين المستعدين لصد هجمات القوات النظامية". اضاف "سنقاتل حتى الموت او الانتصار". ويأتي تقدم المقاتلين في ريف اللاذقية بعد استعادة القوات النظامية في الاسابيع الماضية، مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، مناطق استراتيجية في ريف حمص وريف دمشق.