سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على عدد من المواقع في ريف اللاذقية غرب البلاد معقل النظام السوري بينها معبر كسب الحدودي مع تركيا في غرب سورية، وسط معلومات عن سعي المعارضة للسيطرة على بلدة سلمى ما يوفر لها «واجهة» على البحر المتوسط. (للمزيد) وقالت مصادر المعارضة ان النظام ارسل تعزيزات الى مناطق المواجهات وإن شبكة الاتصالات لطائراته تعرضت لتشويش لمنعها من الاقتراب من حدود تركيا. ولجأت القوات النظامية في محاولتها صد الهجوم إلى الطيران الحربي «الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية - التركية»، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وشمل تقدم مقاتلي المعارضة في الغرب السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية بعد ايام من إعلان «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تُعد معقلاً مهماً للنظام. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في محيط مدينة كسب». وأوضحت مصادر المعارضة ل «الحياة» ان العملية بدأت من محورين: الأول قرب بلدة يلداغي التركية الحدودية مع معبر كسب، والمحور الثاني من بلدة ربيعة الواقعة تحت سيطرة «الجيش الحر»، مشيرة الى ان مقاتلي المعارضة سيطروا في البداية على معبر كسب وجبل النسر المقابل للمعبر، ثم جرت السيطرة على مخافر حدود في جبل الأقرع، مع تردد معلومات عن السيطرة على «مرصد 45» في جبل التركمان. واستهدف مقاتلو المعارضة امدادات قوات النظام على طريق اللاذقية - كرسانا - كسب، حيث قتل عدد من عناصر النظام، وفق مصادر المعارضة التي افادت بأن مقاتليها وصلوا إلى مشارف قرية السمرا القريبة من كسب عبر محاولات تسلل عدة، ما يعني وصول المعارضة الى «واجهة بحرية» في حال السيطرة عليها. وكانت «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلثاء عن بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، وذلك في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه «المرصد» الذي افاد لاحقاً بأن «الاشتباكات استمرت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة من طرف والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في منطقة الصخرة ومحيط بلدة كسب ومناطق أخرى، وسط استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة». وأوقفت أول قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل مساعدات من تركيا إلى سورية بعد أقل من 24 ساعة على بدء المهمة الإنسانية التي طال انتظارها، وألقى مسؤول مساعدات باللائمة على «عراقيل إدارية» وضعتها الحكومة السورية. تزامن هذا مع تصريحات للسفير الأميركي السابق إلى سورية روبرت فورد رسم فيها صورة متشائمة حول الوضع في سورية، محذراً من التفكك في حال عدم الوصول إلى حل سياسي. ولفت إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سلاح التجويع والاعتماد على «حزب الله» وميلشيات شيعية للتعويض عن النقص في عدد مقاتليه. ونصح فورد في محاضرة أمام معهد وودرو ويلسون الأميركي ليل الخميس - الجمعة المعارضة السورية بالتواصل مع العلويين، وانتقد ترددها وتأخرها في نبذ مجموعات على صلة بتنظيم «القاعدة» مثل «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، لافتاً إلى أن الطموح الشخصي والمنافسة بين شخصيات المعارضة منذ بداية الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات تسببا في انقسام المعارضة. وفي دمشق، قال «المرصد» ان ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات قتلوا «جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا» غرب دمشق ظهر أمس. وأفاد «الجيش الحر» في بيان بأن مقاتليه سيطروا على «حاجز قصاد والصوامع (في درعا بين دمشق وحدود الأردن) بعد حصار دام شهرين. ويعد المربع الأمني المكون من السجن المركزي وحاجز قصاد والصوامع محرراً بالكامل».