يستعد المغرب للتحول إلى بلد منتج ومصدّر للطاقات النظيفة ابتداء من منتصف العام المقبل، بدخول محطة «نور وارزازات» الخدمة لإنتاج 500 ميغاواط من الكهرباء المستخرجة من الطاقة الشمسية. وتُقدر الكلفة الإجمالية للمشروع الذي تنجزه مجموعة «أكوا باور الدولية» السعودية بشراكة مع مجموعة «اسيونا - سينير» الإسبانية بنحو تسعة بلايين دولار، ستشمل لاحقاً بناء ست محطات أخرى لإنتاج ألفي ميغاواط من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2020. وترأس ملك المغرب، محمد السادس، اجتماعاً حول سير أعمال مشروع الطاقات الشمسية في المغرب في حضور كبار المستشارين وبعض أعضاء الحكومة، واستمع إلى عرض قدمه رئيس «الوكالة المغربية للطاقة الشمسية»، مصطفى الباكوري، الذي أكد أن محطة «وارزازات» ستشرع في إنتاج الكهرباء الحرارية بحلول آب (أغسطس) العام المقبل من خلال المفاعل الشمسي «نور 1» الذي سيوفر 160 ميغاواط من الكهرباء. وأفاد بيان رسمي بأن المغرب قرر نقل خبرته في مجال الطاقات البديلة إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء حيث تتوافر كميات هائلة من الأشعة الشمسية، كما سيصدّر لاحقاً جزء من الطاقة إلى دول الاتحاد الأوروبي في إطار التعاون الثنائي. وتبدو ألمانيا من الدول الأكثر اهتماماً بدعم التجربة المغربية عبر برنامج «ديزيرتك» ومنحت مجموعة قروض ووقعت مع الرباط اتفاقات للتعاون التقني والعلمي. ويرغب المغرب في أن يصبح أول بلد عربي وأفريقي في مجال الطاقات النظيفة، ورصد استثمارات تتجاوز قيمتها 20 بليون دولار على مدى العقد الجاري لبناء محطات تمتد من وجدور في الصحراء إلى عين بني مطهر على الحدود الجزائرية، كما أضيفت محطتي «ميدلت» و «طاطا» إلى المشروع. وأعلن «المكتب المغربي للكهرباء» تلقيه عروضاً دولية لبناء خمس محطات لطاقة الرياح بكلفة 1.7 بليون دولار لإنتاج 850 ميغاواط من الكهرباء. وتشارك في المناقصة شركات عربية ودولية منها «اكوا باور» السعودية و «انترناشيونال باور» البريطانية و «اكسيونا» الإسبانية و «كهرباء فرنسا» و «ناريفا» المغربية. وستتيح مشاريع الطاقة المتجددة خفض كلفة واردات الطاقة التي تقدر ببليوني دولار شهرياً، وتقليص الغازات الأحفورية المقدرة بنحو 3.7 مليون طن من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، فضلاً عن إقامة تجمعات صناعية صديقة للبيئة في المناطق التي تقام فيها المحطات الحرارية، وبخاصة مدينة وارزازات في الجنوب. وكان المغرب تخلى عن بناء محطة للطاقة النووية جنوب المحيط الأطلسي والتحول إلى الطاقات البديلة بسبب الأضرار البيئية والأخطار المختلفة للمفاعلات النووية وارتفاع كلفة الاستثمار والتشغيل، حيث يحتاج مفاعل متوسط بقوة ألف ميغاواط إلى 182 طناً سنوياً من اليورانيوم المخصب، في حين لا تحتاج المحطات الحرارية سوى إلى أشعة الشمس والألواح الزجاجة والخبرة البشرية. وأشارت «الوكالة الدولية للطاقة النووية» إلى أن الإنتاج العالمي من الكهرباء المستخرج من الألواح الشمسية ومزارع الرياح يقدّر بنحو 311 ألف ميغاواط بحلول 2015 ما يعادل إنتاج 93 مفاعلاً نووياً. وأشارت الوكالة في تقرير حديث إلى أن العالم سيتخلى عن 30 مفاعلاً نووياً قديماً بقوة إنتاج تقدر بنحو 160 تريليون واط - ساعة، في حين دخل 24 مفاعلاً نووياً الخدمة بين عامي 2011 و2015 خصوصاً في الصين وروسيا وكوريا الشمالية ودول أخرى. الى ذلك، أوردت وكالة «رويترز» أن معدل التضخم في المغرب تراجع إلى 0.4 في المئة في شباط (فبراير) الماضي على أساس سنوي، استناداً إلى بيان المندوبية السامية للتخطيط، من نسبة 0.5 في المئة في كانون الثاني (يناير) . ولفتت إلى أن أسعار السلع غير الغذائية «ارتفعت 1.4 في المئة مقارنة بمستوياتها قبل عام، وأسعار المواد الغذائية بنسبة 0.8 في المئة من 0.5 في المئة». وأفادت بأن أسعار الاتصالات «انخفضت 9 في المئة، بينما زادت تكاليف التعليم 3.5 في المئة». وعلى أساس شهري، تراجع معدل التضخم إلى 0.2 في المئة من 0.3 في المئة الشهر السابق، إذ زادت أسعار المواد الغذائية 0.7 في المئة وغير الغذائية 0.3 في المئة».