شيعت مدينة عدن أمس في جنازة رسمية وشعبية جثمان المحافظ جعفر محمد سعد، بعد يومين على اغتياله مع عدد من مرافقيه بتفجير سيارة مفخخة تبناه تنظيم «داعش». وأعلن القائد الجديد لشرطة المدينة شلال شايع إجراءات لاستعادة السيطرة على الأوضاع الأمنية، بينها نشر 3 آلاف شرطي وفرض حظر تجوُّل ليلاً ومنع حمل السلاح واستخدامه، إلا من قبل أفراد الأجهزة الرسمية. وأدى محافظ عدن الجديد عيدروس الزبيدي، وهو قيادي في «الحراك الجنوبي» اليمين القانونية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأكد أنه سيواجه كل الجماعات المسلّحة والتنظيمات «الإرهابية». في غضون ذلك، أبلغ هادي مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيعلن وقف نار لمدة 7 أيام في اليمن، بدءاً من 15 الشهر الجاري، بالتزامن مع انطلاق جولة المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وطلب من بان إبلاغ مبعوثه إسماعيل ولد الشيخ أحمد «ضرورة أخذ الضمانات الكافية» من الحوثيين «لاحترام ذلك». في السياق ذاته أعلن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أمس أن أعضاء وفد جماعته وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيعودون إلى صنعاء قبل التوجُّه إلى سويسرا. وكتب في صفحته على «فايسبوك»: «نطمح أن تكون هناك أجواء مساعدة لتثبيت حال وقف النار المُتّفق عليه مع الأممالمتحدة وأن تُستأنف العملية السياسية في حوار يمني- يمني بعيداً عن إملاءات». ورحب علي صالح بدعوة الأممالمتحدة إلى وقف النار، داعياً إلى إصدار قرار دولي مُلزم لكل الأطراف في محادثات «جنيف 2» لوقف دائم لإطلاق النار وفك الحصار تحت إشراف المنظمة الدولية. وشن القادة المنشقّون عن حزب علي صالح (المؤتمر الشعبي) والمؤيدون للحكومة الشرعية هجوماً حاداً على الرئيس السابق والحوثيين عقب اجتماع لهم في الرياض برئاسة القيادي البارز أحمد عبيد بن دغر. وأكدوا في بيان أن «حرب علي صالح والحوثي ضد الشعب اليمني أدت إلى تدمير قدراته وإمكاناته تحت دعاوى باطلة ما أمر الله بها من سلطان، وفي سعي محموم للقضاء على الجمهورية والوحدة وتمزيق اللحمة الوطنية الاجتماعية والوصول عنوة إلى السلطة». ميدانياً، تواصلت أمس المعارك بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للحكومة والمدعومة من قوات التحالف من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات علي صالح على جبهات محافظات تعز ومأرب والجوف وأطراف محافظات أبين ولحج والضالع، بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع للجماعة وخطوطها الأمامية. وأفادت مصادر المقاومة في تعز بمقتل عدد من المدنيين في قصف للحوثيين وقواتهم بصواريخ «كاتيوشا» على أحياء المدينة. كما أكدت استمرار المواجهات في الجبهتين الغربية والجنوبية الشرقية في ظل تقدُّم للمقاومة وسيطرتها على مواقع جديدة. وصدّت القوات السعودية المرابطة على الحدود مع اليمن أمس اعتداءات جديدة، بعدما أطلق عناصر من ميليشيا الحوثي وقوات علي صالح قذائف «هاون» و «كاتيوشا» باتجاه الحدود السعودية. وقصفت طائرات التحالف مواقع في مديرية حرض بحجة، ومديرية كتاف، وبني صياح بمحافظة صعدة، ودمرت مخازن سلاح. كما تجددت الاشتباكات مساء أمس على الحدود باتجاه محافظة الطوال، وتحدّثت مصادر عن مقتل 10 مسلحين حوثيين ومن قوات علي صالح، إثر تبادل للنار.