أعلنت منظّمة «أوكسفام» توسيع رقعة برامجها في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، لتلبية الحاجات الإنسانية المتزايدة للمجتمعات المتضرّرة من القتال الدائر داخل مدينة تعز وحولها. وصرّح مديرها القطري في اليمن، سجّاد محمد ساجد ل «الحياة» بأن «الوضع في المدينة من أصعب ما رأيناه في اليمن حتى الآن، والمدنيون يعانون الأمرّين جرّاء القتال البرّي والحرب التي تقضي عليهم وعلى سبل عيشهم (...) فالمواد الأساس تكاد تنفد من أسواق المدينة، بينما لا يزال السكان عالقين وسط القتال الدائر، غير قادرين على الفرار لأنهم لا يملكون أي وقود وليس لديهم أي مكان يلجأون إليه. إنهم عالقون في مناطق باتت غير صالحة للسكن». وأضاف: «على رغم التحديات اليومية التي نواجهها في الوصول إلى الأشخاص المتضرّرين من الحرب في اليمن، فنحن الآن نقوم بتوسيع عملياتنا للوصول إلى عدد أكبر من الناس ممّن هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء البلد، بخاصة في تعز»، لافتاً إلى أن هذا الأمر «ممكن من خلال التنسيق مع وكالات الأممالمتحدة لإدخال الإمدادات التي نحتاج إليها للبلد، وأيضاً من خلال التشاور مع المنظّمات والسلطات المحلية التي تساعدنا على تقويم الأوضاع الإنسانية في مختلف المحافظات من أجل ضمان أن تكون برامجنا ذات صلة بالحاجات على الأرض». وقال: «انطلقت برامج أوكسفام في تعز في آب (أغسطس) وما زلنا مستمرّين في تأمين المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان المناطق المتأثّرة. أما الآن فنحن نتعاون مع شركائنا المحليين لتوسيع رقعة البرامج والوصول إلى عدد أكبر من المجتمعات المتضرّرة في المدينة». ومن ضمن خطة التوسّع هذه، تعتزم «أوكسفام» زيادة عدد الأشخاص الذين ستسيّر شاحنات توصيل مياه الشرب إليهم بمقدار الضعف، من 28 ألف شخص إلى 62 ألفاً، في المناطق المحاصرة في مديريات المظفّر والقاهرة ومناطق أخرى في الحوبان وصالة وماوية في مدينة تعز. وأيضاً ستعيد المنظّمة تأهيل البنية التحتية للمياه المتضرّرة في هذه المديريات». ولفت مدير «أوكسفام» في اليمن، إلى أن فرق المنظّمة تعتزم تأمين مولّدات الكهرباء وخزّانات حفظ المياه والأنابيب وغيرها من الإمدادات لتجهيز آبار مشتركة تديرها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي قي تعز. وستضمن هذه النشاطات حصول نحو 200 ألف شخص عالقين بسبب القتال على المياه النظيفة بانتظام. وستقوم «أوكسفام» في الأيام المقبلة بتوزيع قسائم غذائية على 21 ألف شخص في مدينة التربة في محافظة تعز لمساعدتهم على شراء المواد الغذائية الضرورية وسط ارتفاع أسعارها بسبب نقص الإمدادات. وستزوّد المنظمة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالوقود هناك لمدة ثلاثة أشهر لضمان وصول المياه إلى 18 ألف شخص. وفي مديرية الشمايتين في المحافظة، توفّر «أوكسفام» المياه الصالحة للشرب، بينما تعمل على التخلّص من النفايات الصلبة في المجتمعات التي تضرّرت بنيتها التحتية، وعلى الاستجابة لتفشّي مرض الإسهال في المديرية. ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين، الوضع في مدينة تعز بأنه أشبه بالحصار، إذ تمنع المواد الغذائية والطبية والوقود من الدخول، وتجد المنظّمات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين. وأعلنت اللجنة الطبية العليا في المحافظة، أنها في حال انعقاد دائم لمناقشة الحلول والتدابير الممكنة لمواجهة حال الطوارئ في المستشفيات. وأكدت أن انهيار المنظومة الصحية وتدهور الخدمات في المستشفيات العامة يفاقم أعداد الضحايا. وأوضحت أن المعاناة أصبحت عميقة بتوقّف مركز الجراحة في «مستشفى الثورة العام» وانعدام الأوكسيجين وإغلاق مراكز غسل الكلى نتيجة شحّ الإمكانات وافتقاد المستشفيات العامة إلى الموازنات التشغيلية، ما أدّى إلى تراجع مستوى الخدمات الصحية الأساسية المهدّدة بالإغلاق في ظل توقّف 90 في المئة من المنشآت والمرافق الصحية بمدينة تعز بسبب الحرب والحصار. ووجّهت اللجنة الطبية العليا نداء استغاثة للمنظّمات المحلية والإقليمية والدولية للتخفيف من وطأة المعاناة وسرعة الاستجابة لدعم المستشفيات العامة وابتكار الحلول الممكنة والعاجلة لإنقاذ الأرواح. وفي محافظات عمران وحجة والحديدة، تواصل «أوكسفام» تقديم المياه النظيفة إلى نحو 350 ألف شخص تضرّروا من النزاع، يشملون النازحين وأفراد المجتمعات المضيفة. وأضاف مدير المنظمة في اليمن: «تشهد تعز حالياً معارك دامية. وعلى رغم احتمال انطلاق مشاورات السلام مجدّداً بعد بضعة أسابيع، يبدو المشهد اليمني قاتماً. الملايين من الناس في اليمن تحت رحمة الأطراف المتحاربة التي تقوم بتمزيق نسيج اليمن».