تسبب قيام المهاجم الفرنسي كريم بنزيما بالبصق بعد عزف نشيد بلاده قبيل انطلاق مباراة «إل كلاسيكو» الماضية بضجة كبيرة في الوسطين الإعلامي والسياسي في فرنسا، إذ اتهم بتعمده إهانة ضحايا الإعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس وأوقعت أكثر من 129 قتيلاً. وتباينت ردود الفعل في الشارع الفرنسي حول تصرف المهاجم الدولي، وفي حين اعتبره البعض تلقائيا، رأى عدد من النقاد والسياسيين الأمر بمثابة إهانة لضحايا تفجيرات باريس. وطالبت البرلمانية الأوروبية عن الحزب الجمهوري الفرنسي نادين مورانو عبر صفحتها الرسمية في «فايسبوك» بطرد كريم بنزيما من منتخب فرنسا لكرة القدم بسبب عدم احترامه لوقفة تكريم ضحايا اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وظهوره خلال الوقفة التي سبقت مباراة «إل كلاسيكو» لتحية ضحايا هجمات باريس، وهو يبصق عقب انتهاء النشيد الوطني لفرنسا. وقالت مورانو إن «ما فعله بنزيما إهانة لأهالي الضحايا وأسرهم والشعب الفرنسي بالكامل، الجميع يعرف سحر وتأثير لاعبي كرة القدم، واللاعبون يجب أن يُظهِروا أفضل ما لديهم من سلوك، لكن ما فعله بنزيما يدفعنا إلى المطالبة بعدم أحقيته في ارتداء ألوان المنتخب الفرنسي». وأصدر محامي اللاعب آلان ياكوبوفيتش بيانا للدفاع عن مهاجم ريال مدريد الإسباني بعد الانتقادات التي تعرض لها. وقال ياكوبوفيتش في البيان الذي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي إن «كريم بنزيما مندهش جدا إزاء تفسير هذا التصرف، هذا التصرف يعتبر عادياً ويقوم به لاعبو كرة القدم في مختلف أنحاء العالم». وأضاف: «ربما بصق اللاعب على الأرض في هذه اللحظة لم يكن أمرا مناسباً، لكن بنزيما يستنكر التفسير المخجل لهذا الفعل». وتابع: «على رغم أنه غير ملزم بتبرير الأمر، بنزيما يريد أن يذكر بأنه أعرب عن تعاطفه مع ضحايا الهجمات التي أودت بحياة 130 شخصاً من مواطنينا في 13 نوفمبر ومع أسرهم، من خلال التعليقات التي نشرها في حساباته في تويتر وإنستغرام». ويملك بنزيما سوابق أخرى مع النشيد الوطني الفرنسي، بحيث أحدث ضجة إعلامية وسياسية كبيرة عندما اعترف عام 2013، بأنّه لا يحفظ النشيد الفرنسي ولا يردده أبداً قبل انطلاق مباريات المنتخب الفرنسي. وما زاد من انتقادات الفرنسيين تجاه اللاعب، أنّه صرح أيضاً في إحدى المناسبات أنّه «جزائري وليس فرنسياً»، وأنّه اختار اللعب مع منتخب فرنسا «لأسباب رياضية فقط». يذكر أن بنزيما تعرض لمشكلات متتالية خلال الفترة الأخيرة، حيث يواجه أيضا تهما من القضاء الفرنسي بابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبونيا بشريط إباحي، وهو ما أثر على اللاعب وحرمه من مباريات عدة مع فريقه ريال مدريد، ولم يظهر بالمستوى المطلوب في مباراة «إل كلاسيكو».