أكدت الشاعرة العمانية سماح البلوشي، أنها لا تطمح للوصول إلى الجمهور، خصوصاً متذوقي الشعر عن طريق المسابقات الشعرية، التي تعتمد على التصويت، إذ إن هذا سبب رفضها للمشاركة في برنامج «شاعر المليون»، الذي وصلت مجموع جوائزه إلى 15 مليون درهم إماراتي. وأضافت في حوار مع «الحياة» أن الساحة ليست سيئة، لكن المشكلة تكمن في وجود أشخاص يعتقدون أن لهم الحق في تشكيل الأمور كيفما أرادوا. وإلى نص الحوار الآتي: كيف كان دخولك إلى عالم الشعر؟ - دخلت إلى عالم الشعر من خلال «الصدفة» التي أمتن لها كثيراً، لكنني سعيت من خلالها إلى المحافظة على الشكل الذي ظهرت به الآن إعلامياً. بمن تأثرت سماح البلوشي شعرياً؟ - بكل صدق تأثرت بأسماء شعرية كثيرة، ارتويت منها وما زلت حتى الآن ارتوي من فيضها، ولا استطيع تحديد أسماء معينة، خوفاً من أن يسقط أي اسم سهواً. كيف تقوّمين الساحة العمانية بالنسبة لنظيراتها في بقية دول الخليج؟ - الساحة العمانية حالياً تقدمت بشكل لافت عن السابق، كونها تمتلك أقلاماً وفكراً ووعياً ثقافياً. شهادتي في أبناء بلدي مجروحة، لكن ما نشهده ونقرأه ينقل القليل عن مخزون الجمال الذي لم يكتشف بعد في سلطنة عمان. قبل سنوات قليلة لم يكن للساحة العمانية وجود في الإعلام الشعبي الخليجي، من في رأيك كان له دور مهم في وجودها بالشكل الحالي؟ - كل شعراء وشاعرات عمان ركضوا في الساحة بطريقتهم ويشكرون على ذلك، بيد أن الفضل في وجود عمان على الساحة لا يعود إلى شخص أو اسم معين. ما رأيك في حضور الشعر العماني في برنامج «شاعر المليون»؟ - حضور جميل يستحق الإنصاف والمتابعة، فشعراء بلدي الذين شاركوا في البرنامج قدموا نصوصاً جميلة نالت استحسان المتلقي. عدم مشاركتك في «شاعر المليون» قلتِ إن أحلامك مختلفة، ما معنى ذلك؟ - معنى ذلك أنني لا أطمح للوصول الى جمهور عن طريق مسابقة شعرية وجمهور وتصويت، نعم أطمح للوصول إلى الوطن العربي، لكن كما اعتدت على الظهور لا عن طريق المسابقات، أو البرامج التي تستنزف جيوب المشاهدين. ما رأيك في احتكار الشاعر والشاعرة من المطبوعات والقنوات الشعبية؟ - أوضحت ذلك سابقاً، فأنا ضد فكرة الاحتكار مهما كانت الفوائد العائدة من ذلك، لكنها تبقى وجهة نظر شخصية لسماح البلوشي. كيف ترين الاتهام الذي ينص على أن «وراء كل شاعرة شاعراً»؟ - هذا اتهام باطل، وليس له أساس من الصحة، وكل شاعر يتهم الشاعرة بذلك، فمن المؤكد أن خلفه شاعرة تكتب له. ما السبب في نظرتك السوداوية للساحة الشعبية، التي تصفينها بالواقعية؟ وهل الساحة سيئة إلى هذه الدرجة؟ - نظرتي واقعية وليست سوداوية، ودائماً ما أتفاءل بأن الأفضل والأجمل مقبل بإذن الله تعالى، والساحة ليست «سيئة»، والمشكلة في قلة يعتقدون أن تسييرها بحسب أهوائهم. ماذا تقولين للشاعرات الدخيلات على الساحة الشعبية؟ - أقول لهن ولا كلمة، وعليكن الالتزام بحدودكن، فالساحة الشعبية في غنى عنهن. من تعتقدين أنهم يسهمون في دعم الشاعرات المزيفات؟ ولماذا يقومون بذلك؟ - أشخاص فارغون، والفراغ الذي يعيشونه جعلهم يحاولون ملء الساحة الشعبية بكتابة القائد لتلك الأسماء المزيفة، التي سرعان ما تزول لأن البقاء للأفضل.