يبدو أن مخاوف الكثيرين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بدأت تتحول إلى واقع، ليبرز الكابوس التسويقي والبعد الجغرافي والذعر الأمني من أبرز مشكلات استضافة جنوب افريقيا للمونديال المقبل، لينضم إليها اليوم ما يؤرق جوزيف بلاتر ورجاله، بعدما علموا أن نحو 650 ألف بطاقة لحضور مباريات كأس العالم من أصل مليوني و950 ألف بطاقة لم تبع حتى الآن. واعترف مسؤولو «الفيفا» للمرة الاولى بان البطولة المقبلة ستكون الاولى في العصر الحديث (ما بعد الحرب العالمية الثانية في 1945) التي لا تنفد كل بطاقاتها، وبالمقارنة مع المونديال الألماني في عام 2006، فإن كل بطاقات المباريات ال64 نفدت قبل شهور من بدء منافسات البطولة، وأكثر من 15 مليون طلب سجلت لشراء 3 ملايين و400 بطاقة عن طريق موقع «الفيفا» الرسمي، ما قاد إلى انهيار شركات سياحة وترويج عدة التي راهنت على اقبال كبير في النهائيات. وأكد «الفيفا» ان 330 ألف بطاقة أعيدت غير مباعة من البطاقات ال570 ألفاً التي منحت لاتحادات المنتخبات ال31 المشاركة في النهائيات، اي ان المسترجع بلغ 58 في المئة، ولم تبع سوى 42 في المئة من البطاقات للمنتخبات المشاركة، وبلغت أزمة بيع البطاقات ذروتها، عندما تعلق الامر بالمنتخبات الاكثر شعبية وجماهيرية، حيث أعاد الاتحاد الانكليزي ألف بطاقة غير مباعة من أصل 29 ألف بطاقة مخصصة، علماً بان المنتخب الانكليزي يعد أكثر المنتخبات تشجيعاً أينما حل، والادهى ان الاتحاد الانكليزي طلب مهلة تمديد لثلاثة أشهر لضمان بيع البطاقات ال28 ألف الاخرى. وفي حين عانت كل المنتخبات في بيع بطاقاتها ال29 ألفاً المخصصة لها، فان الارجنتينيين باعوا 18 ألف بطاقة، تلاهم المكسيكيون (17800 بطاقة)، ثم الهولنديون (13 ألف بطاقة)، فالاستراليون (12900 بطاقة)، ثم اليونانيون (11700 بطاقة)، والاميركيون (10300 بطاقة)، في حين باعت المنتخبات ال24 الاخرى ما معدله 5375 بطاقة لكل منها. والغريب، وعلى رغم ان المونديال سيكون الاول في القارة الافريقية، الا ان أضعف مبيعات البطاقات تركزت في المنتخبات الافريقية الخمسة المتأهلة الى النهائيات، ابرزها الكاميرون التي لم ينجح اتحادها في بيع أكثر من 28 بطاقة. وقال رئيس رابطة المشجعين الانكليز كيفن مايلز: «حتى البطاقات المخصصة لنا وجدنا صعوبة في بيعها، ونحن معتادون على بيع كل بطاقات اي بطولة كبيرة بسهولة، فتخيل المعاناة التي تجدها المنتخبات الاخرى في بيع بطاقاتها»، وعن سبب هذا الضعف في الاقبال على شراء البطاقات، قال مايلز: «الاسعار المرتفعة المتعلقة بتذاكر الطائرات بسبب البعد الجغرافي لجنوب افريقيا، وايضاً الاسعار المرتفة للفنادق الآمنة وايضاً وسائل المواصلات الصعبة لعبت دوراً في هذا النفور، وطبعاً لا ننسى ان العزوف جاء بسبب الطقس البارد الذي ستكون عليه جنوب افريقيا في وقت المونديال، والاهم المشكلات الامنية». وقال ناطق من «الفيفا»: «قررنا ان تبقى مراكز بيع البطاقات في المدن كافة المضيفة مفتوحة حتى 11 يوليو، وهو موعد المباراة النهائية، وايضاً فتحنا خطوطاً هاتفية لتسهيل حجز البطاقات، وسنخصص مراكز متنقلة في كل انحاء جنوب افريقيا لتسهيل اقتناء بطاقات الحضور».