أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان عدداً من المسؤولين الاميركيين السابقين الكبار، وبعضهم له علاقات وثيقة مع ادارة الرئيس باراك اوباما، التقى قادة كباراً في حركة «حماس» خلال الاشهر الماضية، ما رفع الآمال داخل الحركة بأن مواقفها تصل الى آذان البيت الابيض، بحسب ديبلوماسي اميركي شارك في اللقاءات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الابيض ومشاركين في هذه المحادثات تشديدهم على ان اللقاءات غير مصرح بها من جانب واشنطن، وقولهم انه لا تغيير في السياسة الاميركية ازاء «حماس» والخطوات المطلوبة منها قبل بدء حوار رسمي، في اشارة الى شروط اللجنة الرباعية التي تطالب الحركة بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها. وعلى رغم نفي الإدارة الاميركية الحالية وجود اتصالات رسمية مع الحركة، اكدت الصحيفة ان الاجتماعات المذكورة تعطي الطرفين انطباعاً بأن ادارة اوباما خففت من موقفها تجاه «حماس» التي تعتبر حتى الآن وفقاً للقانون الاميركي منظمة «إرهابية». في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في ادارة اوباما قوله رداً على سؤال ان كانت الادارة تتلقى معلومات عما يجري في هذه الاجتماعات: «انه لمن الإهمال والتقصير ان نرفض الاستماع، خصوصاً اذا كان الآخرون من اصحاب التجربة ويعرفون ماذا يفعلون وماذا يقولون». لكنه عاد وشدد على السياسة الاميركية الرسمية تجاه «حماس». وأشارت الصحيفة الى مشاركة الديبلوماسي توماس بيكرينغ الذي يعتبر من الديبلوماسيين البارزين، وكان شغل في ما مضى منصب السفير الاميركي لدى تل ابيب وعمان وروسيا والامم المتحدة، كما عمل إبان حكم الرئيس بيل كلينتون كمساعد لوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. في السياق نفسه، اكد الديبلوماسي روبرت مالي لصحيفة «يديعوت احرونوت» وجود اجتماعات مع قادة في «حماس» ومشاركته فيها الى جانب آخرين. ونقلت الصحيفة عنه ان مسؤولين اميركيين، بعضهم ممن خدم في الادارات السابقة بما فيها ادارة جورج بوش والبعض الآخر يخدم في الادارة الاميركية الحالية، التقوا خلال الاشهر القليلة الماضية قادة كبار في «حماس» بعلم الادارة الاميركية الحالية، ملمحاً الى ان ادارة اوباما تتلقى تفاصيل عما يجري في هذه اللقاءات، الامر الذي لم تنفه الادارة الاميركية التي أكدت وفقاً للصحيفة تلقيها فحوى الاجتماعات المذكورة. وأوضح انه التقى وبيكرينغ ومسؤولين اوروبيين في زيوريخ الصيف الماضي مع قادة من «حماس» على رأسهم محمود الزهار واسامة حمدان. وأضافت الصحيفة ان اجتماعات اخرى عقدت في مدن اوروبية وفي الشرق الاوسط. وأضاف مالي: «نعمل في مركز ابحاث، ونلتقي كل الاطراف في ارجاء المعمورة، بما في ذلك حماس التي بحثت معنا شروط اللجنة الرباعية والوضع في قطاع غزة، ونحن بدورنا اوضحنا لهم اننا لا نتحدث باسم الادارة الاميركية ولا ننقل الرسائل، ولقد كانت لنا اجتماعات مماثلة حتى في فترة ادارة جورج بوش، لكن الاجتماع الذي حدث في السويد كان مهماً لمشاركة اطراف اميركية وأوروبية فيه». ورداً على سؤال هل ادارة اوباما على علم بوجود الاجتماعات، وهل يتم اطلاعها على تفاصيل ما يجري بداخلها قال مالي: «عقدت اجتماعات مع قادة حماس في دمشقوغزة واوروبا، ونحن نطلع الادارة الاميركية على تحركاتنا واجتماعاتنا، واذا كان هناك من يريد معرفة ما جرى سنزوده انطباعاتنا، وقمت بذلك ايضاً مع ادارة الرئيس بوش، لكن لا يدور الحديث عن مفاوضات غير مباشرة او نقل رسائل بين الادارة الاميركية وحماس، ونحن نوضح هذا الامر في كل اجتماع».