انسحب مقاتلو «الحشد الشعبي»، في غالبيتهم، من مركز مدينة بيجي نحو مناطق بالأطراف، فيما تولّت «قيادة عمليات صلاح الدين» أمن المركز. وقال مصدر مسؤول في حكومة صلاح الدين ل «الحياة»، أن «الحشد الشعبي انسحب من داخل بيجي مع بقاء بعض السيطرة، منها قرب جامع الفتاح في مركز المدينة، وسيطرة أخرى في محاذاة قرية الشط فقط». وبيّن أن «بعض القطعات من الحشد بقيت أيضاً قرب قرية البوجواري، وأن عمليات تفجير المنازل والمساجد والمؤسسات الحكومية توقّفت في شكل كامل بعدما تحوّلت المدينة إلى مدينة أشباح». وأكد قائد عمليات صلاح الدين اللواء جمعة عناد، ل «الحياة»، أن «انسحاب مقاتلي الحشد الشعبي من مركز مدينة بيجي لغرض تولّي الخطوط الأمامية باتجاه الجزيرة الشاسعة ومحيط بلدة الصينية غرب المدينة». وقال عناد أن «قوات الشرطة تسلّمت ملف أمن مركز بيجي، وهذا أمر إيجابي لأن السكان في حال العودة قريباً، يرغبون في رؤية الشرطة أكثر من الحشد الشعبي». وأوضح أن «الحشد بات على بعد 25 كلم من مركز بيجي يقاتل تنظيم داعش»، وهو أمر مهم بعد أن كان القتال وسط المدينة في الأشهر الماضية». وأضاف أن «قتال الحشد على مسافة بعيدة من المركز أمر مهم في إبعاد الخطر، وأيضاً يسهّل ضرب داعش بعيداً من المراكز الحيوية». وتمكنّت القوات العراقية والحشد الشعبي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من فرض سيطرتها على مدينة بيجي التي تضم أكبر مصافي تكرير النفط العراقي، وطرد تنظيم «داعش» منها بعد معارك استمرت لنحو عام واحد تقريباً. ولم تبقَ سوى مدينة الشرقاط تخضع لسيطرة «داعش» في محافظة صلاح الدين. إلى ذلك، أعلن النائب عن محافظة صلاح الدين مشعان الجبوري، مقتل ابن عمه، وهو شيخ عشائري يدعى خطاب صالح الضامن، بعمل وصفه ب «الغادر والجبان» ليلة الجمعة، على يد مسلّحين مجهولين. ووفق النائب الجبوري، فإن «الضامن تعرّض لعملية اختطاف من منزل صديق له عندما كان يزوره في شارع 80 بالحي العسكري في مدينة الحلة، مركز محافظة بابل جنوبالعراق. ثم عثرت الشرطة ظهر يوم السبت، على جثّته مرمية في الشارع العام وسط المدينة، وعليها آثار طلقات». وفي تطوّر آخر، تمكّنت مفارز قتالية مشتركة من القوى الأمنية و «الحشد الشعبي» من إنقاذ خمس أسر هربت من تنظيم «داعش» في جبال مكحول شمال صلاح الدين، بعد أن فرّت من قرية قريبة خاضعة لسيطرة التنظيم. وقال القيادي في أحد فصائل الحشد الشعبي، أمية جبارة، ل «الحياة»، أنه «يومياً، تفر عشرات الأسر من الحويجة ومحيطها وبعض القرى بأطراف كركوك في اتجاه سلسلة جبال مكحول وحمرين، وظروفهم صعبة جداً ويصلون وهم على مشارف الموت». وأضاف أن «الحكومة لم تحرك ساكناً لمساعدتهم، وهم في عهدة الحشد فور وصولهم إلى نقاطنا، ويتم نقلهم إلى منازل مأهولة». وتستقبل محافظات صلاح الدين آلاف النازحين من الأنبار ونينوى، إضافة إلى نازحين من الداخل وآخرين بدأوا يتدفقون أخيراً من كركوك على رغم أنها مضطربة أمنياً.