بالتزامن مع اتفاق هشّ لوقف الاقتتال بين «البيشمركة» الكردية و «الحشد الشعبي» التركماني في مدينة طوزخورماتو، شرق صلاح الدين، كثّف «داعش» هجماته على المناطق الشرقية من المحافظة، في مسعى الى استعادة مصفاة بيجي النفطية. وقال جاسم جبارة، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، ل «الحياة»، أن «داعش» هاجم منطقة مكحول (شرق صلاح الدين)، وحاول السيطرة عليها وتمكّن من التقدم، لكنه فشل في فرض سيطرته الكاملة وفي الوصول من مكحول الى بيجي». وأضاف أن «القوات الأمنية عيونها على طوزخورماتو وتقاتل في مكحول وتستعد لتحرير الشرقاط» (آخر معاقل «داعش» في محافظة صلاح الدين)، مشيراً الى أن «5000 مقاتل متطوّع من أهالي صلاح الدين سيشاركون في عملية تحرير الشرقاط، كما شاركوا في عمليات التحرير السابقة في الدور والعلم وتكريت وجنوب بيجي». الى ذلك، قال أحد الضباط في قيادة العمليات في صلاح الدين ل «الحياة»، أن «الجزء الأهم في استعادة الشرقاط هو السيطرة على منطقة مخمور، التي تعد أحد خطوط الإمدادات للتنظيم وترتبط بالموصل وإقليم كردستان، وفي حال قطعه فإن الخط سينتهي ولن يبقى سوى خط نقل الإمدادات عبر الكيارة، وهذا أسهل من خط مخمور»، مشيراً الى أن «العائلات بدأت بالنزوح من الشرقاط، حيث وصلت 200 عائلة الى أطراف كركوك استباقاً لبدء العمليات». وأوضح أن «مسلّحي داعش استغلّوا الأحداث الجارية في طوزخورماتو وهاجموا منطقة مكحول لساعات عدة، فتصدّت لهم القوات العراقية»، مشيراً الى أن «ستة على الأقل من الحشد الشعبي قتلوا وجرح 15، فيما قتل 11 عنصراً من التنظيم وفرّ الآخرون عبر الجبال نحو قرية المسحك في محاذات نهر دجلة». وزاد أن «المسلّحين دخلوا الى مكحول الجبلية من دون قتال، وجاؤوا في سيارات مشابهة لسيارات الحشد وترفع صور شخصيات شيعية، ووصلوا الى عمق المنطقة وأطلقوا نيراناً كثيفة على المقاتلين الموجودين في المكان»، مضيفاً أن «قوات مشتركة معززة بالدروع والمصفحات وبقصف من الطائرات المروحية، تمكنت بعد معارك ضارية من استعادة القصور الرئاسية الواقعة على قمة جبل مكحول». أما طوزخورماتو التي شهدت في الأيام الماضية اقتتالاً بين الأكراد والتركمان، فبدأ الهدوء يعود إليها بفضل اتفاقات جرى عقدها بوساطات إيرانية بين الطرفين أفضت الى دخول قوات من خارج المدينة لمنع الاصطدام مجدداً. وقال كريم شكر، مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، ل «الحياة»، أن «الأطراف الكردية والتركمانية وافقت على دخول قوات أخرى تعود الى الجانبين، لكن من خارج المدينة، بعد فشل المحاولات السابقة لجمع المقاتلين المحليين ووقف الحرب بينهم».