تكريت - رويترز - جعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قصوره فردوساً في الصحراء، لكن مسقط رأسه يتطلع الآن الى مستثمرين أجانب لتحويل منتجعات الدكتاتور الراحل الى مزار سياحي. ويرى مسؤولون محليون أن 76 قصراً مهجوراً تمتد على مساحة مئات الهكتارات تركها صدام منجم ذهب محتمل بالنسبة الى محافظة صلاح الدين التي تشكو من نقص حاد في الأموال. وقال جوهر حمد الفحل، رئيس هيئة استثمار محافظة صلاح الدين: «هذه القصور مهيأة وجاهزة لا تحتاج الى إعادة تأهيل. بحاجة الى أمور بسيطة جداً وتصبح منطقة سياحية رائعة». وتوسع صدام في البناء في تكريت، معقل عشيرته التي تبعد 160 كيلومتراً شمال بغداد. وشيد ستة قصور في قرية العوجا وحدها، حيث مسقط رأسه، وجعل مجمع قصور تكريت أكبر مجمع لقصوره. وتشير بيانات الجيش الأميركي الى أن إجمالي عدد المباني في المنطقة التي تفتخر ببحيراتها الاصطناعية وبساتين النخيل يبلغ 136 مبنى تغطي مساحة تزيد على ألف فدان. واستخدمتها القوات الأميركية قاعدة الى أن سلمتها للسلطات العراقية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005. إلا ان الكثير من هذه المباني، الرملية اللون والمزودة بقباب وأبراج وداخلها مغطى بالرخام، يضمحل خلف نهر دجلة. ولا يزال يبدو على بعضها الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين. وقال مطشر حسين عليوي محافظ صلاح الدين: «العراق يحتاج الى دخول شركات أجنبية استثمارية عملاقة لأن الخراب الذي أصاب البنى التحتية بعد 2003 شيء مريع». والغالبية الساحقة من السياح في العراق مسلمون يرتادون المزارات الدينية، وهناك عدد قليل من السياح الذين تجذبهم الآثار القديمة. ويشير متحدث باسم وزارة السياحة والآثار الى أن عدد رواد السياحة الدينية في العراق بلغ 1.25 مليون زائر في العام الماضي، وهو أكثر من ضعفي عددهم عام 2007 بعد انحسار أعمال العنف. ولن تكون قصور تكريت أول قصور لصدام حسين يجري تحويلها الى منتجعات. فقد تحول نزل للضيافة في قصر بابل الضخم على بعد 100 كيلومتر جنوب بغداد الى مقصد للمتزوجين حديثاً. ويوجد في وسط العراق وجنوبه 160 قصراً، بينها 60 قصراً في بغداد وحدها. ولم يتم بعد حصر القصور الموجودة في المنطقة الكردية في شمال العراق. وفي شارع مزدحم في مدينة تكريت رحب عبد الله محمود من سكان المدينة بالاستثمار الاجنبي. وقال: «محافظة صلاح الدين جاهزة للاستثمار. وضعها الأمني جيد قياساً ببقية المحافظات. نحن متفائلون بالأيام المقبلة».