حاول مسؤولون أفغان تحديد مصير زعيم حركة «طالبان» الملا أختر منصور، بعدما أعلنت مصادر استخباراتية أنه أصيب بجروح خطرة في تبادل للنار على خلفية مشادة بين قادة الحركة المنقسمة. ويهدد هذا الغموض بعرقلة الجهود الإقليمية المتجددة لإطلاق محادثات سلام مع الحركة. ونفت «طالبان» رسمياً التقارير عن حصول تبادل للنار، والتي وصفتها بأن «لا أساس لها». لكن مصادر في الحركة نفسها أشارت إلى أن إطلاق النار وقع قرب بلدة كويتا خلال اجتماع داخل منزل عبدالله سرهدي، القيادي المقرب من منصور والمعتقل السابق في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كويا، وذلك بعد مشادة كلامية تطورت إلى خلاف أدى أيضاً إلى مقتل أربعة من أعضاء الحركة على الأقل وجرح آخرين. وقال سلطان فايزي، الناطق باسم نائب الرئيس الأفغاني عبد الرشيد دوستم: «نحاول تحديد إذا كان منصور حياً أم ميتاً لأنه في وضع حرج». وأشار مصدر في «طالبان» إلى أن «خلافات برزت خلال الاجتماع، وتحولت إلى شجار أدى إلى فتح سرهدي النار فرد الباقون». ولم يعرف سبب نشوب هذا الخلاف. ويعتقد أن الاستخبارات الباكستانية تمارس ضغوطاً متزايدة على منصور لاستئناف محادثات السلام مع السلطات الأفغانية، وهي مسألة خلافية أثارت ضغينة في صفوف المسلحين. قال مسؤول غربي في كابول: «ما زالت التقارير غامضة، لكن الحجم الهائل للإشاعات التي تشير إلى أن شيئاً ما حدث لمنصور سيزيد من الضغط على طالبان لتقديم دليل على أنه ما زال حياً». وأضاف أن «نفي طالبان النبأ على موقعها الإلكتروني لن يكون قابلاً للتصديق في شكل كافٍ، خصوصاً بعد إخفاء وفاة الزعيم الراحل للحركة الملا محمد عمر سنتين». وفي هذا السياق، أكد قيادي في «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب) أن الحركة ستنشر قريباً رسالة من منصور بالصوت والصورة.