تواجه اليابان حالياً موجة نقص في الزبدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بمعدل 4 في المئة عن كل عام من الأعوام الثلاثة الماضية. وتعتبر الزبدة واحدة من أهم مكونات المأكولات في اليابان، وبالأخص في الأعياد، وهو ما جعل الحكومة تستورد 10 آلاف طن كإجراء طارئ لسد النقص. إلا أن هذه الإجراء لم يكن كافياً، ما دفع طوكيو إلى التنازل عن بعض الرسوم على الواردات وخصوصاً الزبدة، وكانت اليابان تفرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات تصل إلى 30 في المئة لحماية إنتاج الزبدة المحلي. وأمرت الحكومة اليابانية بعض شركات الألبان بزيادة إنتاج الزبدة بنسبة 30 في المئة على حساب الحليب والقشدة. ويعود سبب نقص الزبدة في اليابان إلى مشاكل عدة منها تراجع عدد منتجي الألبان في البلاد بسبب الشيخوخة وارتفاع تكاليف الموظفين والكهرباء وكذلك الأعلاف المستوردة، وضعف الين الياباني. بالإضافة إلى التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة خلال العامين السابقين والذي أدى إلى نفوق بعض الأبقار. وتتكون اليابان من أربعة جزر كبيرة وآلاف الجزر الصغيرة. ومن الجزر الكبرى منطقة هوكايدو وتقع في أقصى الشمال، وتتميز هذه الجزيرة بالمناخ والجغرافيا الملائمين لإنتاج الألبان منذ بدء الزراعة فيها في أواخر القرن التاسع عشر. وكانت هوكايدو المصدر الرئيسي في إنتاج الألبان، إلا أن بُعدها عن المناطق السكانية الكبيرة جعل الحكومة تسخر إنتاجها لصنع الزبدة والحليب الخالي الدسم، بينما يتم إنتاج معظم الحليب الطازج في مزارع أقرب إلى المدن الكبرى. ووصل عدد الأبقار في اليابان عام 1985 إلى 2.11 مليون بقرة، كان يعمل عليها أكثر من 8 آلاف مزارع، إلا انها تملك الآن 1.4 مليون بقرة فقط، يعمل عليها 19 ألف مزارع.