أربك امتناع 146عاملة نظافة في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة أمس، عن أداء مهماتهن اعتراضاً على عدم صرف رواتبهن لأشهر عدة، سير العمل في المنشأة الطبية، وأسهم في إيقاف 13عملية جراحية بين خطرة ومتوسطة، وفيما أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود ل«الحياة» احتواء مشكلة العاملات مع الشركة المشغلة لهن، وعودة الأمور إلى طبيعتها في المستشفى، أفاد عدد من العاملات أنهن لا زلن متوقفات عن العمل، لعدم صرف رواتبهن، وإنهاء مشكلتهن. وأوضحت إحدى العاملات ل«الحياة» أنها لم تتسلم رواتبها منذ أربعة أشهر، لافتة إلى أنها باتت تجد صعوبة في توفير أساسيات الحياة كالطعام والشراب. وبينت أنهن حين يطالبن بحقوقهن يرد المسؤولون عليهن ب «ممنوع الحديث»، متمنية أن تنتهي المشكلة التي لا تزال قائمة، وتعاد حقوقهن إليهن. وأشارت إحدى العاملات إلى أن معاناتهن لم تقتصر على عدم تسلم رواتبهن، بل امتد إلى السكن الذي يعشن فيه، موضحة أنهن يقطن في مساكن تحوى دورات مياه متهالكة، تفتقد عمليات السباكة، فضلاً عن اكتظاظ غرفهن بالحشرات والفئران. وذكرت أن إحدى زميلاتها جاءت تركض إليها تعاني من فأر التهم إصبعها، مشيرة إلى أنها نقلتها إلى الطوارئ لتتلقى إبراً وأدوية تحميها من الإصابة بالتسمم. بدورها، أفادت إحدى مشرفات النظافة في المستشفى ( فضّلت عدم ذكر اسمها) أن الشركة المشغلة لم تسلم العاملات رواتبهن لأشهر ديسمبر ويناير وفبراير ومارس، مشيرة إلى أن الأمر لم يقتصر على العاملات الوافدات، «بل حتى السعوديات يعانين من تأخر رواتبهن منذ نحو ستة أعوام». فيما أعرب عدد من المرضى عن استيائهم من توقف العمل في المستشفى، ما أسهم في تأجيل عمليات كان من المفترض أن يخضعوا لها يوم أمس، مشيرين إلى أن ذلك عطّلهم، وأعادهم إلى المربع الأول من حيث حجز مواعيد جديدة، بعد أن بلغوها بشق الأنفس. ولفت حاتم منشي أن زوجته ميسون كان من المفترض أن تخضع لعملية في الرحم يوم أمس الثلثاء، وحضرت على الموعد وهي صائمة، بيد أن الطبيب اخبرهم عن وجود مشكلة في غرفة العمليات، موضحاً أنه بعد أن تقصى الأمر تبين له أن توقف عاملات النظافة عن العمل أسهم في إحداث حال من الإرباك داخل المستشفى. وذكر أنه عندما طلب من الطبيب تحديد موعد جديد لإجراء العملية، أجابه الأخير أنه لن يستطيع فعل ذلك، إلا بعد انتهاء المشكلة داخل المستشفى. من جهته، أكد المواطن علي الزهراني أن تأجيل العملية التي كان مقرراً أن تجريها زوجته ابتسام أمس، أدخلها في حال من الإحباط، لافتاً إلى أنها تعاني من تكيس في الرحم يستوجب إجراء عملية جراحية عاجلة. وقال: «كان يوم أمس الموعد الثالث الذي يؤجل، فقبل أسبوعين حضرت مع زوجتي وقرر الأطباء إرجاء العملية، لعدم توافر سرير، وفي الأسبوع الثاني أجلت العملية لنفس السبب السابق، وحين اقتربنا من إنهاء معاناتنا يوم أمس، امتنع عدد من العاملات عن أداء مهماتهن، ما أسهم في تأجيل العملية للمرة الثالثة»، مشيراً إلى أن ذلك أدخله في حال من الإرباك، وبات عاجزاً عن طلب إجازة اضطرارية من عمله بعد أن استنفد رصيده. فيما أعرب أحد المسؤولين في المستشفى عن استيائه مما وصفه بتجاوزات عاملات النظافة، مشيراً إلى أن غياب الرادع لهن أسهم في تماديهن. وطالب إدارة المستشفى باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتهاونات منهن، لا سيما مع وجود العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى تغيير الضماد، والمكوث في بيئة صحية نظيفة.