اختار مجلس إدارة المجلس النقدي الخليجي في اجتماعه الأول الذي عقد في الرياض أمس محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر رئيسا له لمدة سنة واحدة اعتبارا من أمس، ومحافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج نائبا للرئيس لمدة عام. واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجاسر وأعضاء المجلس الذين اطلعوه على المواضيع التي تمت مناقشتها والقرارات التي توصل إليها اجتماعهم. وأعرب الملك عبدالله عن أمله في أن يحقق المجلس تطلعاته وتطلعات إخوانه قادة دول مجلس التعاون وشعوبها، متمنياً لرئيس وأعضاء المجلس النجاح والتوفيق في عملهم. وتشارك اربع دول من مجلس التعاون هي السعودية والبحرين والكويت وقطر في المجلس، فيما بقيت الامارات وسلطنة عمان خارجه. واستعرض أعضاء مجلس الإدارة في اجتماعهم الذي جرى بحضور الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية، متطلبات المرحلة المقبلة المتمثلة في استكمال البناء المؤسسي والتنظيمي لأعمال المجلس وتنفيذ المهام الرئيسة التي حددها نظامه الأساسي ومن أبرزها تهيئة وتنسيق السياسات النقدية واستمرار تطوير الأنظمة الإحصائية وتهيئة نظام المدفوعات والتسويات. كما ناقش مجلس الإدارة عددا من المواضيع اللازمة لعمله من بينها استكمال الجهاز التنفيذي وإعداد اللوائح المالية والإدارية والميزانية التشغيلية للسنة المالية الحالية، والجهود المبذولة لاختيار مبنى موقت في مدينة الرياض والمبنى الدائم في مركز الملك عبدالله المالي. وأكد الاجتماع أهمية توطيد العمل المؤسسي للمجلس وتأكيد استقلاليته ومواصلة العمل الجاد لإنشاء البنك المركزي وإصدار العملة الموحدة. وأوضح الجاسر في كلمة إن انطلاقة المجلس النقدي تأتي في وقت يشهد العالم أخطر أزمة مالية يمر بها منذ نحو 80 عاما مسببة آثارا سلبية على النمو الاقتصادي في كثير من الدول، وأنه يبرز خلال هذه المشاكل أهمية العمل لتعزيز مسيرة التعاون الإقتصادي بين الدول الأعضاء. وشدد على «أن السعودية ملتزمة المضي قدما في مسيرة الاتحاد النقدي وعلى استعداد دائم للعمل على تذليل جميع التحديات التي تواجه مسيرته والعمل يداً بيد حتى إكمال متطلباته كافة وتتويج الجهد المشترك بتأسيس البنك المركزي الخليجي وإنطلاق العملة الموحدة». وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقد بعد الاجتماع ان البنوك المركزية الخليجية التي ستنفذ الوحدة النقدية لن تحدد موعدا نهائيا لإطلاق العملة الموحدة. وقال :»ان البنك المركزي الموحد سيحدد ربط العملة بمجرد تشكيله». من جانبه قال العطية: «الأمل يحدونا في أن يكتمل عقد الإتحاد النقدي بانضمام الإمارات وعمان، إذ أن انضمامهما سيشكل إضافة مهمة».