وعد قادة في المعارضة السورية بالعمل لإنجاح مؤتمر الرياض المقرر بين 8 و10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري ل «الخروج بوثيقة توافقية بين فصائل المعارضة المعتدلة حول مكوّنات المرحلة الانتقالية»، وسط مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعقد المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك في 18 الجاري لإصدار قرار دولي بمخرجات الاجتماع وخطة لوقف النار، في وقت اتهمت وزارة الدفاع الروسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأفراد أسرته بالضلوع في شكل مباشر في عمليات «سرقة النفط وتهريبه وتسليح الإرهاب في سورية»، الأمر الذي نفاه أردوغان، ملوحاً ب «إجراءات في حال استمرت هذه الاتهامات». وليل أمس اعلن «داعش» ذبح مواطن روسي زعم انه يعمل لصالح الاستخبارات الروسية التي ارسلته الى مناطق سيطرة التنظيم لجمع معلومات حوله وتحديداً حول عناصره المتحدرين من القوقاز. (للمزيد) وتتسارع الاتصالات المكثّفة لضمان نجاح مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة المعتدلة والخروج بوثيقة توافقية حول مكوّنات المرحلة الانتقالية في إطار بيان جنيف. وإذ قال «الائتلاف الوطني السوري» إنه «سيعمل على توحيد قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية والمدنية في خضم مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة، سواء في مسار فيينا أو تصعيد الاحتلال الروسي عدوانه الخطير على الشعب السوري»، أكد المنسق العام ل «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم ل «الحياة»، أن مؤتمر الرياض «مهم جداً وسنعمل على نجاحه». وقال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ل «الحياة» أمس: «من الأهمية بمكان أن يكون وفد المعارضة وازناً ويمثّل الجميع، لذلك هناك أهمية أن يمثّل الأكراد». وقال رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين ل «الحياة»، إنه تلقى دعوة مع إمكان دعوة خمسة آخرين، مؤكداً أنه سيشارك «في كل الفعاليات التي تساهم في حل الأزمة السورية لكن على الأغلب أننا لن نشارك في أي حكومة جديدة... في المقابل نحن سندعم أي حكومة أو هيئة انتقالية كيفما كانت وبغض النظر عمن يكون فيها». ويسعى كيري الى عقد مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك في 18 الجاري بالتزامن مع ترؤس بلاده دورة مجلس الأمن، بحيث تصدر مخرجات هذا الاجتماع بقرار دولي، قد يضم «قائمة الإرهاب» وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لجمع وفدي النظام والمعارضة في موعد قد يكون في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، إضافة إلى خطة لوقف شامل للنار يعمل خبراء الأممالمتحدة على صوغها. وقال ديبلوماسي رفيع في نيويورك، إن موعد الاجتماع المقبل ومكانه «لم يحددا، لكن أحد الاحتمالات أن يعقد في نيويورك في 18 الجاري». وشدد على ضرورة الحفاظ على «الزخم» الذي أنتجته اجتماعات فيينا، ذلك أن «روسيا تريد طريقاً للخروج من تورطها (العسكري) في سورية وهو ما ستقدمه لها العملية السياسية». وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة ماثيو ريكروفت، إن بلاده «تدعم مسار فيينا بقوة، إذ إنه جزء أساسي من استراتيجية إنهاء النزاع في سورية، إلى جانب الاستجابة الإنسانية، واحتمال الرد العسكري». في موسكو، نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً التقطت من الفضاء تظهر فيها طوابير طويلة من الشاحنات على معبر حدودي بين سورية وتركيا، قالت إن طائرات استطلاع روسية التقطتها بين آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر). واتهم نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، أردوغان وأسرته بالضلوع مباشرة في تهريب النفط. وقال: «يتبيّن أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سورية والعراق، هو تركيا. وتفيد المعلومات بأن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذا التهريب غير المشروع». وسارع أردوغان إلى التنديد بالمزاعم الروسية، وقال في خطاب بالدوحة بثه التلفزيون التركي: «لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا بالقول إن تركيا تشتري النفط من داعش»، متوعداً إذا استمرت هذه الاتهامات «سنتخذ بأنفسنا إجراءات».