خطت بريطانياوألمانيا خطوة جديدة أمس في اتجاه بدء عمليات عسكرية ضد تنظيم «داعش» في سورية، وسط توقعات ببدء الطائرات البريطانية قصف مواقع التنظيم في هذا البلاد اعتباراً من نهاية الأسبوع بعدما كان ذلك محصوراً بالعراق فقط منذ أيلول (سبتمبر) 2014. ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بداية جلسة مناقشات دامت 10 ساعات في مجلس العموم، النواب البريطانيين إلى التصويت لمصلحة توجيه ضربات إلى «داعش» في سورية، مؤكداً أن على بلاده تحمّل مسؤولياتها في دعم حلفائها ضد المتشددين. وتقول حكومة المحافظين أنها ضمنت تأييد غالبية النواب على قرار توسيع الضربات لتشمل سورية. وأضاف: «علينا أن نلبّي نداء حلفائنا. التحرك الذي نقترحه قانوني وضروري وهو الأمر الصحيح الواجب القيام به من أجل أمن بلدنا». وأضاف: «يجب أن نتحمل مسؤولياتنا وألا نعتمد على الآخرين في أمننا». وتابع: «لا أدّعي أن الرد سهل أو انني لا أعرف أخطار تدخل عسكري» لكنه رأى ان المملكة المتحدة لا يمكنها انتظار التوصل الى حل سياسي في سورية وأن مساهمتها العسكرية يمكن أن تُحدث «فارقاً حقيقياً». وفي أجواء صاخبة مع مطالبة معارضي الضربات كامرون بالاعتذار بعدما صرّح خلال اجتماع للمحافظين ان معارضي الغارات الجوية في سورية «متعاطفون مع الارهاب»، قال كامرون إن «التهديد قائم»، متجنباً تقديم اعتذار. ووجه نواب من حزب العمال المعارض انتقادات إلى رئيس الوزراء بسبب وصفه معارضي الحرب - مثل زعيم المعارضة جيريمي كوربن - بأنهم «متعاطفون مع الإرهاب». ولم يسم كامرون كوربن شخصياً، وقالت أوساطه إنه كان يتحدث عن شخصية أخرى معارضة للحرب من حزب العمال. وقال كامرون أيضاً في رده على أسئلة نواب البرلمان إن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا في شأن مستقبل الرئيس بشار الأسد تقلص وسيتقلص أكثر. وأوضح: «كان الخلاف هائلاً بين بريطانيا وأميركا وفرنسا وبالتأكيد السعودية (من جهة) وبين روسيا من الجهة الأخرى. نريد أن يرحل الأسد على الفور ويريدونه أن يبقى ربما للأبد». لكنه أضاف: «الخلاف يتقلص وأعتقد بأنه سيتقلص أكثر مع انطلاق هذه المحادثات المهمة في فيينا». وذكرت تقارير بريطانية أن طائرات سلاح الجوي الملكي قد تبدأ الغارات على مواقع «داعش» خلال أيام وربما قبل نهاية الأسبوع. وأضافت أن البريطانيين الذين يشاركون في ضرب «داعش» في العراق عبر 8 طائرات تورنادو تنطلق من قاعدة عسكرية في قبرص سيضاعفون عدد طائراتهم الآن إلى 16 بينها 10 من نوع تورنادو و6 من انواع اخرى. وتشارك أيضاً في قصف مواقع التنظيم طائرات بلا طيار يتم التحكم بها من قاعدة عسكرية على الأراضي البريطانية. وفي برلين (رويترز)، أظهر استطلاع للرأي أمس إن تأييد ألمانيا للتدخل العسكري في الحملة ضد تنظيم «داعش» زاد بشدة حيث يؤيد 42 في المئة القيام بإجراء وذلك مع عرض الوزراء قضيتهم على البرلمان في شأن القيام بمهمة جديدة.