أعلنت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركيّة، المسؤولة عن سلامة الغذاء في الولاياتالمتحدة، أنها وافقت للمرة الأولى على الإستهلاك البشري لسمك السلمون المعدل جينيّا من دون مطالبتها للشركة المصنعة بالإشارة إلى ذلك على الغلاف الخارجي للمنتج. وذكرت «المؤسسة الأميركية للكابلات الأساسية والإنترنت والأقمار الصناعية التجارية» (سي أن بي سي) أن شركة «أكوا باونتي» للتكنولوجيا في ماساتشوستس، والمملوكة من قبل شركة «إنتركسون» للتعديلات الجينية، أجرت تعديلات جينية على سمك السلمون لتسريع نموه عن السمك التقليدي. والتعديل الذي أجرته الشركة عبارة عن إدراج قطعة من حمض نووي، مصنع من دمج جينات من خلايا مختلفة، في السلسلة الجينية لسمك السلمون لتسريع نموه ليصل إلى الحجم المطلوب، حتى يتم عرضه في السوق بسرعة أكبر من السلمون التقليدي. وقررت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركيّة أن هذه الأسماك آمنة ومغذية مثل الأسماك غير معدلة جينياً، لذلك لن تطالب الإدارة الشركة بوضع إي تنبيه للمستهلك بأن هذا المنتج معدل جينياً. وتعرّف «منظمة الصحة العالمية» الأغذية المعدلة جينياً على أنها الأغذية، أو الكائنات الحية التي يتم تعديل حمضها النووي الريبي «دي أن إيه» من طريق التزاوج أو إعادة التركيب الطبيعي له، عبر إدخال جينات إليه ليتغير التسلسل الجيني للحمض الريبي. ويطلق على هذه التكنولوجيا اسم «التكنولوجيا الحيوية الحديثة»، أو «الهندسة الوراثية»، وهي تسمح بإضافة جينات معينة تحمل الصفات المرغوبة إلى التسلسل الجيني للمادة التي يتم تعديلها وراثياً لإنتاج سلالات محسنة. وقالت المنظمة إن استخدام هذه التقنية يتم من أجل رفع قيمة السلالات المنتجة، من ناحية القيم الغذائية على سبيل المثال أو لزيادة متانتها وحماية المحاصيل من خلال إدخال جينات مقاومة للأمراض التي تسببها الحشرات والفيروسات إلى بعض النباتات، أو مثل ما جاء في حالة السلمون بإدخال جينات تساعده على النمو بسرعة أكبر لزيادة الإنتاج وبالتالي زيادة العرض في السوق مع انخفاض الأسعار. وأشارت المظمة إلى أن الهيئات المسؤولة تقوم بفحص مثل هذه الأنواع من الأغذية للتأكد من عدم تأثيرها سلباً على حياة المستهلك. وأضافت أنه «لا يمكن الإدلاء ببيانات عامة عن سلامة جميع الأغذية المعدلة وراثياً، إذ يجب فحص كل منها على حدى». وأشارت إلى أن جميع الأغذية المعدلة جينياً الموجودة في السوق حالياً تم اختبارها والتأكد من مطابقتها لمعايير سلامة الغذاء الدولية. وذكرت «منظمة الصحة العالمية» أن «المنتجات المعدلة جينياً الموجودة في السوق العالمية اليوم غالباً ما تكون محاصيل مقاومة للعدوى الفيروسية، ولديها مناعة تجاه بعض المبيدات الحشرية، ومعدلة لتكون ذات قيمة غذائية أعلى مثل فول الصويا». وقال موقع «نتشرلي سافي» إن من أهم المنتجات الغذائية المعدلة وراثياً في السوق، هي الذرة والقطن والكانولا وسكر البنجر والبرسيم وبعض أنواع الألبان. وذكر موقع «ولرد نيوز ديلي ريبورت» أن حال الوفاة الأولى الناجمة عن تناول الأغذية المعدلة جينياً حدثت في إسبانيا بعد تناول رجل لطماطم معدلة جينياً، بعدما بدأ بالشعور بألم حاد فور تناوله إياها، وهبوط حاد في ضغط الدم وانتفاخ في الحلق، مع انتشار الطفح على كل جسده. وتبين من تشريح الجثة أن سبب الوفاة كان الحساسية المفرطة تجاه المواد المعدلة جينياً.