دعا مشاركون في محاضرة عن التقاعد، إلى «تعزيز ثقة المتقاعدين في أنفسهم»، موضحين أن ذلك «يرفع نسبة الإفادة منهم إلى ما يربو على 50 في المئة». وناقشت المحاضرة، التي حملت عنوان «التقاعد عطاء واستثمار»، مفهوم التقاعد، وأهمية «التفكير الإيجابي»، إضافة إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الوظيفة، وسبل التغلب على ضغوطات الحياة، والتعامل معها بنحو «إيجابي». كما ناقشت الدور الجديد المُناط في المتقاعدين بعد تركهم الوظيفة. وعبر الضيف الأول في المحاضرة، التي أقامها أمس، فرع «الجمعية الوطنية للمتقاعدين» في الدمام، الدكتور شريف الشريف، عن أسفه حيال «النظرة السلبية نحو المتقاعد، بانتهاء دوره في خدمة المجتمع». وقال: «من المؤسف أن هذه إحدى المشكلات التي تواجه المتقاعد، على رغم ما يمتلك من تجارب وخبرات، تستحق الإفادة منها، وبخاصة وهو في مرحلة جيدة للعطاء، وتقديم خدمات لا حدود لها». وطالب ب «إعادة النظر حيال نظرتنا إلى المتقاعدين، وتأهيل أسرهم حول كيفية التعامل معهم، بخاصة أن المتقاعدين يقضون ساعات أطول مع أسرهم»، لافتاً الأسر إلى ما يمتلكه المتقاعد من «قدرات تمكنه من خدمتها في شكل أفضل من السابق». وطالب ب «تهيئة الظروف التي تمكن المتقاعد من الإبداع وتقديم الخدمات». وأشار الشريف، إلى أنه سنوياً يتقاعد من القطاعين العام والخاص «أعداد لا بأس بها، ما يوجب استثمار طاقاتها في شكل أفضل»، لافتاً إلى «الانعكاسات السلبية للفراغ على نفسية المتقاعد، ما يحتم عليه العمل لاستثمار وقته جيداً». ونوه إلى أن المحاضرة هدفت إلى «إكساب المتقاعدين مهارات التخطيط الجيد للوقت، بحيث يُوظف ما يمتلكون من خبرات في أعمال تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، وذلك من طريق الإسهام في العمل التطوعي، وفي إدارة المشاريع الخاصة بهم، وتقديم المزيد من الاهتمام والرعاية بأسرهم»، مشدداً على أهمية أن «يهتم المتقاعد في صحته، ليتمكن من الاستمرار في العطاء». وتابع أن «كثيراً من الجهات التي تملك طبيعة عمل تتوافق مع مؤهلات وخبرات المتقاعد، يمكنها الإفادة منه». ونوه إلى أن «ديننا الحنيف، يحث على العمل، طالما أمكن الإنسان ذلك، وكان يتمتع بالصحة». واعتبر أن «من السلبية أن يكتفي المرء بما قدم، ويركن إلى البطالة، أو يرى نفسه عاجزاً عن تقديم المزيد». كما اعتبر مرحلة التقاعد «فترة مناسبة للعطاء، وتقديم المزيد من الإبداع». وشدد على أن المتقاعد، هو «من يستطيع صنع مستقبله الجديد بنفسه إن أراد أن يكون من الناجحين والمتواصلين مع المجتمع، ما يكسبه مزيداً من الثقة في النفس». ونفى الشريف، وجود سن محددة للتقاعد. وأعرب عن عدم ارتياحه حيال مُفردة «متقاعد». ووصفها بأنها «سلبية أكثر منها إيجابية». واعتبر ان «كل من يزاول عملاً من دون أن ينجز مهامه بالمستوى المطلوب، هو إنسان متقاعد، وإن كان على رأس عمل. فيما من يخرج عن الخدمة، لكنه يستمر في تقديم الخدمات والانجاز، لا يستحق صفة مُتقاعد»، معرفاً الأخير بأنه «الشخص الذي لا يقدم خدمة لنفسه أو مجتمعه». وأكد أن «من ترك الوظيفة بسبب التقاعد فالمجال أمامه رحب، ويستطيع أن يسهم في شكل كبير، وبتركيز أفضل، لامتلاكه المزيد من الوقت، يمكنه استثماره في شكل جيد في خدمة مجتمعه». ونوه إلى أن هناك «توجهاً كبيراً من جانب جمعية المتقاعدين، لتوجيه خبرات المتقاعدين، لتستفيد منها بعض الجهات». ووصف هذه الخطوة ب «الناجحة». وقال: «إذا عززنا ثقة المتقاعد في نفسه فيمكن أن يرفع ذلك نسبة إفادة المجتمع منه إلى أكثر من 50 في المئة». وأضاف «لا أحب مفردة «متقاعد»، والأفضل استخدام عبارة «من ترك الوظيفة»، سواءً ممن بلغ السن القانونية، أو من تركها مختاراً». فيما اعتبر المحاضر الثاني المهندس أحمد سلامة المتقاعد، «مستشاراً، لما يحمل من خبرة ومعرفة ومهارات». وقال: «إن التقاعد ظاهرة طبيعية، ومحطة انطلاق جديد لخدمة المجتمع».