يستمر المعرض الفني الدولي «مواجهة تغير المناخ» الذي يستضيفه المعهد السويدي في الإسكندرية إلى الجمعة المقبل، بالتعاون مع المعهد السويدي في استوكهولم ومؤسسة مزج للثقافة والفنون. ويأتي بالتزامن مع قمة زعماء العالم في العاصمة الفرنسية باريس لمواجهة ظاهرة تغير المناخ والتفاوض على خريطة طريق للتخفيف من أضرار هذه الظاهرة. حاول الفنانون المشاركون، وهم من أوروبا ودول عربية عدة، طرح قضايا تتعلق بالتغير المناخي والاحتباس الحراري وبحثوا بأعمالهم (تصوير فوتوغرافي ورسوم كاريكاتور وكوميكس وتكوينات بصرية) في تأثيرها في طبيعة الحيّز الجوي الحيوي للطبقة القريبة من سطح الأرض. وحاول كثر البحث عن نقطة ملونة حية، تعيد صَوغ تراجيديا اليأس البيئية التي ما فتئت تطل علينا عبر مختلف وسائل الإعلام، تحاصر ذائقتنا البصرية بألوانها الداكنة عبر مشاهدات وانطباعات وفيديوات وأخبار وصور مفعمة بذوبان الجليد وطغيان الماء على البر وتغير النطاقات المناخية وتزحزح حزام الأمراض والأوبئة في الكرة الأرضية بشطرّيها... ويؤكد وليد منصور منسق البرامج في المعهد السويدي والمسؤول عن المعرض، أهمية رفع الوعي البيئي لأكبر عدد من الناس بقضية تغير المناخ، وإحداث موجة من التفاعل بين الفنانين والجمهور حول قضايا البيئة التي قلما يتناولونها في أعمالهم. وأوضح أن كل فنان قدم أطروحة مختلفة عن التغيرات المناخية في بلده. وقدم في المعرض الفيلم الوثائقي «حصار الملح والرمل» الذي يعرض مشكلة تغير المناخ في تونس، تلاه عرض لوثائقي آخر لفنانين مستقلين من جنوب أفريقيا بعنوان «نعمة الجهل» استعرض الأخطار البيئية الناجمة عن استخدام الفحم مصدراً للطاقة. كما ألقيت محاضرتان، الأولى ناقشت فيها الخبيرة البيئية راجية الجرزاوي مشاكل البيئة في مصر، والثانية تناولت مشكلة ندرة المياه العذبة والآثار السلبية لتغير المناخ. وعن فناني المعرض يقول المستشار الإعلامي في المعهد السويدي آسر مطر ل «الحياة»: «اخترنا 25 فناناً للمشاركة، وأجرينا مسابقة لأفضل رسم كوميكس أو قصة مصورة تتناول ظاهرة تلوث البيئة وسبل محاربتها». وعن سبب اختيار فن الكوميكس يوضح أن «الكوميكس فن شعبي نتواصل معه بسهولة ورسائله تصل سريعاً للمتلقي». ولفت إلى أن المعرض هو نسخة مشابهة لسلسلة معارض أقيمت في استوكهولم وواشنطن وفيتنام. وقد علّقت على جدران «ممر الإبداع» في وسط الإسكندرية رسوم غرافيتي متعلقة بالتغير المناخي تزامناً مع المعرض الذي ستتنقل لوحاته بين عدد من المراكز الثقافية حتى يستقر في مركز الجيزويت الثقافي، على أن تختتم فعالية «مواجهة المناخ» بجولة على الدراجات في شوارع المدنية صباح بعد غد الجمعة. وختاماً لفت فنان الغرافيتي محمد عبدالهادي إلى أن مصر من أكثر الدول المعنية بالتغيرات المناخية وعلاقتها بتلوث البيئة، لافتاً إلى أهمية الفن في زرع الأمل وإيجاد حلول حقيقية. وهو يشارك في المعرض بعمل كاريكاتوري عبارة عن خوذة تتفرج على العالم وهو يحترق. وترى الفنانة دينا أحمد أن قارة أفريقيا أكبر مستقبل للملوثات البيئية وأكثر المتضررين، لافتة إلى أهمية أن تتحمل الدول المتقدمة مسؤوليتها تجاه الدول الأقل تقدماً. وهي شاركت برسوم كوميكس لفتاة تبكي أمطاراً حمضية ناتجة من انبعاثات الكربون بسبب استهلاك الفحم كمصدر للطاقة غير المتجددة.