جذبت الأجواء الكوزموبوليتانية المنفتحة ثقافياً 11 مبدعاً من دول عدّة في مهرجان الشوارع الخلفية. فقد استضافت الإسكندرية بفضاءاتها المتنوعة سواء العتيقة أو الحداثية أو حتى المستقلة، حالة فنية مدهشة من مختلف فنون الشارع. وقدمت خلال المهرجان أداءات فنية بصرية وشكلية وحركية خاطبت مختلف الثقافات والتوجهات، عبر مدرّجات وسلالم مسارح قديمة، مقاهٍ شعبية ومراكز ثقافية، شوارع أثرية اسكندرية، ما جعل المدينة تعيش أجواء عالمية بامتياز. 15 عرضاً قدمتها فرق الشارع عبر أداءات متنوعة ومميزة على المستوى الفني والمسرحي والموسيقي والغنائي. واعتبر المهرجان محطة التقاء لفنون الأداء والحوار وتبادل الفعاليات في مناطق غير تقليدية. وتراوحت العروض بين الرقص والسيرك وعروض المسرح غير التقليدية والبانتومايم والعروض التجريبية المتعددة الوسائط وعروض المرئيات وألعاب الضوء والرقص المعاصر والعروض الغنائية وعروض الحكي والمهرجين، قدمتها فرق من مصر وكينياوألمانيا والنمسا وفرنسا وهولندا وسويسرا وهنغاريا وبلغاريا واليابان وفنلندا، وغيرها تحت شعار «مشروع البهجة». وذلك إلى جانب العديد من ورش العمل التشكيلية والفنية والحركية، ولم يقتصر المهرجان على تقديم العروض فقط وإنما امتد إلى فضاء التدريب على تقنيات الفيديو والرسم الضوئي على الجدران والمباني القديمة، والإسقاط الضوئي، وتكوين الرؤى البصرية باستخدام فنون الضوء لتكتمل عناصر البهجة. كما عرض عدد من الأفلام السينمائية عن بعض العروض المسرحية وعروض السيرك وعروض التعبير الحركي وعروض الشارع من فرنسا وأميركا. افتتحت العروض بالعرض المصري «نبض الشارع» وهو عرض فني قدمه 20 موسيقياً مصرياً واستقطب العشرات من الشباب والكبار في بلازا مكتبة الإسكندرية حيث لاقى إعجاباً وتفاعلاً من الحضور. ومن العروض المميزة عرض «بلاليكا» وهو عرض يخلط الأكروبات بفن الجاز، والمشي على الحبل بتنطيط الكرة، والغناء بألعاب الأراجيح البهلوانية. حيث فتحت البلاليكا أبوابها للكبار والصغار، للسعداء والمثقلين بالهموم، لمن تكثر مهماتهم ولمن يشكون الفراغ، لأعقد فئات المجتمع ثقافة وأبسطها. ومن العروض المميزة والتي لاقت إقبالاً واسعاً العرض الكيني «اللعب مع الله» الذي تم تغيير اسمه إلى «آمنت بالله» حتى لا يكون محور جدل بين الجمهور. وقدم العرض فرقة «أفرو جانغل غيغز» من كينيا وهو أكروباتي يجمع الحماسة بالعمل الإبداعي ليخلق حالة من الحفاوة الجماهيرية. ومن العروض اللافتة كذلك «دوشة بالمطبخ» من فرنسا و»من غير لويس» من سويسرا و»أهلا مع السلامة» من اليابان. وتوضح إيفا (فرنسا) إحدى المشاركات في المهرجان ل «الحياة» أن التجربة مثمرة وتعطي الفنانين الجدد ثقة ودفعة إلى المزيد من الإبداعات، خصوصاً مع تقديم الإبداعات الشبابية الفنية أمام جمهور كبير من كل أنحاء العالم، وهي فرصة كبيرة للاحتكاك والمنافسة، بينما يرى فريدريك روبيرتو (السويد) أن السيرك فن البهجة للجميع ويضمن التواصل الحسي بين الجمهور والمشاركين. أقيمت العروض في أماكن متعددة في المدينة مثل مركز الجيزويت الثقافي وتياترو الإسكندرية وستوديو جناكليس ومركز ريزودانس ومكتبة الإسكندرية والمعهد الثقافي الفرنسي والمعهد السويدي، سطوح سينما ريو. ويقام المهرجان بالتعاون مع السفارة الهولندية في القاهرة ومعهد غوته في الإسكندرية، والمؤسسة الثقافية السويسرية في روهيلفتسيا، ومؤسسة اليابان، والمعهد الثقافي الفرنسي في الإسكندرية والملتقى الثقافي النمساوي والمعهد السويدي في الإسكندرية وستوديو عماد الدين ومركز الجيزويت الثقافي ومكتبة الإسكندرية ومركز التدريب المسرحي العربي في بيروت، والشركة الفرنسية MK2، وجريدة القاهرة ونادي «نادينا» في حي كوم الدكة، ومؤسسة جدران للثقافة والفنون. يذكر أن فكرة المهرجان نشأت من خلال التعاون المكثف بين I-act ومسرح «شناوول» في مانهايم (ألمانيا). ويسعى المهرجان إلى إيجاد بيئة تفاعلية مع رجل الشارع بغرض تنويره وتثويره ضد محاولات التغييب الثقافي ودفعه إلى ممارسة حرية التعبير في جو فني وتفاعلي.