فرضت السلطات الأمنية التونسية الإقامة الجبرية على عشرات من مواطنيها العائدين من بؤر التوتر في سورية والعراق وذلك تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن القومي، فيما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 31 عنصراً ضمن ما يُعرف ب»خلية سوسة الإرهابية» التي كانت تخطط لهجمات مسلحة واغتيالات سياسية. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، إن «وزير الداخلية اتخذ 92 قراراً بفرض الإقامة الجبرية على عناصر عائدة من بؤر التوتر مصنَفين خطيرين لدى الوحدات الأمنية وستتلوها قرارات مماثلة»، وذلك تنفيذاً لبنود حالة الطوارئ السارية منذ الهجوم الانتحاري الذي سقط ضحيته 12 عنصراً من وحدات الأمن الرئاسي والذي تبنته «داعش». كما نفذت الوحدات الأمنية أكثر من 360 مداهمة لمحلات مشبوهة في كل محافظات البلاد، أسفرت عن «اعتقال 40 عنصراً يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم إرهابي»، وشددت تونس إجراءاتها الأمنية غداة الهجوم الانتحاري الذي شهدته العاصمة التونسية الثلثاء الماضي. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي بتونس قرر «اتخاذ إجراءات عاجلة بحق العائدين من بؤر التوتر (سورية والعراق وليبيا) في إطار قانون الطوارئ»، إضافة إلى تشديد الرقابة الإدارية (مراقبة أمنية) على كل مَن تحوم حوله شبهة الإرهاب، وفق نص بيان الرئاسة. ويشارك أكثر من 5500 تونسي في المعارك الدائرة في سورية وليبيا ضمن تنظيمات متطرفة أبرزها تنظيم «داعش» وفق إحصائيات رسمية، وأعلن مسؤولون تونسيون عودة مئات من هذه العناصر خاصة بعد بدء القصف الروسي على الأراضي السورية قبل أسابيع. في سياق متصل، قال وزير الدولة للشؤون الأمنية التونسي رفيق الشلي أمس، إن «كل العناصر المورطة في العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها تونس تلقت تدريباً عسكرياً في القطر الليبي»، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية على علم بمراكز تدريبهم. وأعلن الشلي «تفكيك خلايا عدة، سواء المكلفة بالرصد أو الخلايا التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، إضافة إلى الخلايا المكلفة بتمويل عائلات الشبان المتواجدين في بؤر التوتر والخلايا المكلفة بجلب السلاح من الأراضي الليبية إلى تونس». وتأتي تصريحات وزير الدولة التونسي بالتزامن مع حجز بنادق «كلاشنيكوف» ومسدسات (من نوع بيريتا) وبنادق صيد مطورة وذخيرة وعبوات ناسفة ومتفجرات، خلال القبض على عنصرين ينتميان إلى ما يُعرف ب»خلية سوسة» التي كانت تخطط لهجمات مسلحة وتورطت بقتل عنصر أمني ومحاولة اغتيال النائب عن حزب «نداء تونس» رضا شرف الدين منذ أكثر من شهر. ووفق بيان وزارة الداخلية فإن التحريات الأمنية، أفضت إلى «اعتقال 26 عنصراً تكفيرياً متورطاً في هذه العملية من بينهم امرأة، ينشطون ضمن كتيبة أطلقوا عليها اسم الفرقان تضم خليتين يتزعمهما عنصران خطيران عادا منذ فترة من سورية حيث كانا يقاتلان ضمن الجماعات الإرهابية هناك». كما اعتقلت وحدات الحرس الوطني (الدرك) في محافظة مدنين (جنوب شرق) 5 أشخاص ضمن «كتيبة الفرقان» يرتبطون ب»خلية سوسة» اعترفوا بوجود مخزن للسلاح يضم ذخيرة وصواعق كهربائية ومتفجرات، وفق نص البيان. وذكر بيان الداخلية بأن جميع الموقوفين (31 عنصراً) اعترفوا بأنهم «يخططون لاستهداف شخصيات سياسية معروفة بقصد إذكاء النعرات الجهوية بين الولايات وإرباك أجهزة الدولة ونشر الفوضى وإرهاب وتصفية الأمنيين وإرباك المؤسستين الأمنية والعسكرية وإبراز عجزهما عن السيطرة على الوضع الأمني الداخلي». وانطلقت الحملة الأمنية ضد «خلية سوسة» منذ مطلع الشهر الجاري حيث سبق أن اعتقلت الوحدات الأمنية 17 عنصراً ضمن هذه الخلية، وكانت وزارة الداخلية ذكرت أن الخلية خططت ل»عمليات إرهابية دموية» واغتيالات سياسية في محافظاتتونسية.